أتفق مع ما ذهب إليه د. عبدالحق عزوزي في مقاله: "مكاسب سياسة أوباما الخارجية" وخاصة فيما يتعلق بالمنعطف الإيجابي الذي دخله موقف أوباما خلال الشهر المنصرم حيث تمكن من تمرير اتفاقية "ستارت" في مجلس الشيوخ، وسجل أيضاً اختراقات سياسية وحزبية أخرى مهمة فيما يتعلق بالتوافق مع منافسيه "الجمهوريين" على تمديد الخطة الضريبية العائدة لزمن سلفه في المنصب بوش. وفي المجمل فقد ظهر أوباما خلال الفترة الأخيرة بصورة أفضل في الإعلام الدولي، بعدما تعرض لتراجع في الشعبية والحضور خاصة بسبب إخفاق مساعيه في رد إسرائيل عن تغولها وإفسادها لمسيرة السلام بالعودة الاستفزازية لأعمال الاحتلال (الاستيطان). ولاشك أن موقف القوة الراهن يتيح لأوباما إمكانية العودة للضغط على المحتلين الإسرائيليين، وذلك دون أن يكون مرتهناً لاستحقاق انتخابي قريب، مثل ذلك الذي واجهه خلال مساعيه لإحياء عملية السلام، عندما كان موعد انتخابات التجديد النصفي ضاغطاً عليه وعلى حزبه بشكل كبير. ومع ذلك نفذ أنصار إسرائيل تهديدهم بجعل "الديمقراطيين" يخسرون إحدى غرفتي الكونجرس. ولذا فليس لأوباما اليوم ما يخسره، إذا هو عاد للضغط على نتنياهو، لإرغامه على وقف تنكره لمطالب المجتمع الدولي فيما يتعلق بالاستيطان. جمال إبراهيم - الدوحة