إذا كان الكاتب قد أوجد طريقاً ثالثاً لحل قضية فلسطين من خلال قراءة مقاله "طريق ثالث لفلسطين"، فقد أوجدت إسرائيل طريقاً رابعاً، ألا وهو التوسل للعودة إلى المفاوضات الأزلية. ويشاركها في ذلك الموقف الأميركي، وقد صاحب ذلك الترهيب تارة والترغيب تارة أخرى، وقد وصل الأمر إلى حد الاستجداء نظراً للموقف الصلب الذي أعلنه المفاوضون الفلسطينيون ورأيهم في هذه المفاوضات الذي لا طائل منها على لسان أكثر من مسؤول فلسطيني. والحقيقة أن هذا الموقف كان من المفروض أن يكون منذ البداية موقفاً جاداً، وأن تعامل جميع البنود وحدة كاملة، وأن توضع جميع الاستحقاقات على طاولة المحادثات دون تفريط بأي استحقاق من بنود هذه الاتفاقيات. فإذا كانت إسرائيل تستغل الظروف الحالية والانقسام بين الفلسطينيين، فإن ذلك لن يغير من الحقائق شيئاً، بل على العكس سيزيد الفلسطينيون تمسكاً وإصراراً وعزماً على التمسك بحقوقهم أمام هذه الغطرسة، وهذا التحايل والالتفاف على الأمور بطريقة ماكرة كعادتهم. وهذا ببساطة يجعل الجميع يردد أن إسرائيل إلى زوال لا محالة، وهذا بطبيعة الحال يجعلنا نختلف مع رأي الكاتب القائل: إن "الفياضية" تساعد على إعداد الأرضية للسلام، وإقامة الدولة الفلسطينية بطريقة لا تستطيع المفاوضات وحدها ولا الكفاح المسلح وحده القيام بها. هاني سعيد- أبوظبي