ضربة لحزب "العمل"... وإدانة "كتساف" انتصار للنساء ------ تراجع شعبية حزب "العمل" في إسرائيل، وإدانة "كتساف" بجريمة الاغتصاب، ومغادرة "مير داجان" للموساد الإسرائيلي، واعتراف أميركا اللاتينية بدولة فلسطين... قضايا نعرضها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. ------ أزمة حزب "العمل" انتقدت "هآرتس" في افتتاحيتها ليوم الإثنين الماضي حزب "العمل" وسياساته التي انتهجها طيلة الفترة السابقة التي دخل فيها الحكومة مع فريق نتنياهو وليبرمان، وقد استندت الصحيفة في انتقادها الى تقرير نشرته الجريدة نفسها تحدث عن استياء كبير في أوساط الإدارة الأميركية على أعلى مستوياتها من وزير الدفاع، إيهود باراك، لا سيما بعدما أخفق في الوفاء بوعوده التي قطعها للإدارة الأميركية بالتأثير في مسار الحكومة وإقناعها بالانخراط الجدي في عملية السلام، فمنذ أن فاز إيهود باراك بثقة الجمهور الإسرائيلي في الانتخابات التي نافس فيها نتنياهو واستطاع الوصول إلى رئاسة الوزراء قبل أكثر من عشر سنوات لم يتمكن بعدها من الحفاظ على تلك الثقة، حيث سرعان ما أطيح به في انتخابات مبكرة اندحر فيها أمام شارون. وحتى بعدما عاد إلى الواجهة وحاول دخول حلبة المنافسة السياسة خسر أيضاً ليس فقط أمام نتنياهو، بل أيضاً أمام تسيفني ليفني من حزب كاديما وأفيجدرو ليبرمان الآتي من أقصى "اليمين"، وترى الصحيفة أنه على امتداد هذا المسار السياسي الحافل لم يستطع باراك الثبات على موقف واحد، إذ ارتضى لنفسه الانضمام إلى حكومة نتنياهو-ليبرمان مقابل الحصول على حقيبة الدفاع في نفس الحكومة، وهي الفترة التي شهدت أيضاً انقسامات داخل حزب "العمل"، الذي تراجعت شعبيته في أوساط الجمهور الإسرائيلي بعدما فقد بوصلته الأيديولوجية وفشل في التأثير على الحكومة كما تعهد إيهود باراك نفسه، لتأتي الضربة الأخيرة من الإدارة الأميركية التي سئمت على ما يبدو، كما تقول الصحيفة، من وعود "إيهود" الفارغة، هذه الضربة دفعت قيادة الحزب إلى عقد اجتماع عاجل لتدارس الموضوع، لكن الصحيفة تدعو إلى اتخاذ قرارات حاسمة تبدأ بالانسحاب من حكومة نتنياهو وتنتهي بطرد باراك من رئاسة الحزب. إدانة كتساف: على وقع الإدانة المدوية للرئيس الإسرائيلي السابق، موشي كتساف، من قبل إحدى المحاكم الإسرائيلية، أفردت "هآرتس" افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي للحديث عن الموضوع من جوانبه المتعددة، فإدانة أعلى هرم للسلطة في إسرائيل بجرائم الاغتصاب والاعتداء الجنسي على مجموعة من النساء هو مؤشر جيد، حسب الصحيفة، على سلامة الديمقراطية الإسرائيلية وعلى مبدأ سيادة القانون الذي لا يفرق بين مسؤول كبير في الدولة وبين مواطن عادي تماشياً مع أسس ومبادئ المساواة أمام القانون، لكن من جهة أخرى تكشف الإدانة أيضاً مواطن الخلل في المجتمع الإسرائيلي، لا سيما فيما يتعلق بمعاناة النساء ضمن مجتمع عسكري ويتجه باطراد نحو اليمين، مع كل ما يعنيه ذلك من تمييز ضد النساء في قانون الأحوال المدنية والتعامل معهن كأداة للمتعة، لذا تعتبر الصحيفة أن إدانة رئيس الدولة السابق من شأنها تعزيز الخطوات التي اتخذت في السنوات الماضية للدفاع عن النساء وتكريس المساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات، محيلة في هذا السياق إلى قانون العام 1998 حول التحرش الجنسي الذي شجع النساء على الجهر بمعاناتهن وإرجاع الثقة والاحترام لأنفسهن، وهو ما أبانت عنه السيدات اللواتي تعرضن للتحرش السافر من قبل الرئيس السابق عندما تخطين حاجز الخوف وقررن رفع دعوى قضائية على موشي كتساف أمام محاكم الدولة التي أنصفتهن في النهاية وأرجعت لهن حقوقهن الضائعة لسنوات طويلة. "داجان" وتركته الإيرانية: في افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء حاولت "جيروزاليم بوست" تتبع مسار مير داجان رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي الذي غادر منصبه مؤخراً، بعدما حظي بتكريم من قبل الحكومة الإسرائيلية على الخدمات التي أسداها للدولة طيلة فترة خدمته في الجهاز والتي دامت لثماني سنوات تميزت، كما تقول الصحيفة، بحركية ملحوظة وبعمليات نوعية وإن كان الجهاز لم يقر بمسؤوليته عنها، وفي هذا الإطار تمتدح الصحيفة الرجل الذي حول الموساد من جهاز يكتفي بجمع المعلومات وتحسين العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأجنبية والصديقة إلى مركز لتنفيذ العمليات في الخارج حتى لو سبب ذلك مشكلات دبلوماسية، فعندما جاء "داجان" إلى الموساد جعل من التصدي لإيران وتعطيل برنامجها النووي هدفه الأول، لذا يقرن العديد من المراقبين سلسلة الحوادث التي ارتبطت بالبرنامج النووي الإيراني بجهاز "الموساد"، مثل اغتيال علماء نوويين إيرانيين، وتخريب البرنامج النووي من خلال فيروس إلكتروني متطور، فضلا عن انفجار مختبرين نوويين في إيران، ولم ينسَ "داجان" أيضاً، حسب الصحيفة، ما تسميه بأيادي إيران في المنطقة، محيلة إلى "حزب الله" الذي اغتيل أحد قيادييه قبل فترة في سوريا عندما انفجرت سيارة وأودت بحياة، عماد مغنية، هذا بالإضافة إلى عملية دبي التي استهدفت "محمود المبحوح"، القيادي في "حماس"، التي يُعتقد أن "الموساد" يقف وراءها، بل إن أيادي الموساد امتدت إلى سوريا باغتيال العميد، محمد سليمان، الذي كان ينسق مع كوريا الشمالية حول برنامج نووي سوري؛ لكن وبرأي الصحيفة يبقى النجاح الأكبر للموساد في عهد داجان هو تأخير مسار تخصيب اليورانيوم في إيران من خلال مجموعة من العمليات التخريبية لتكسب بذلك إسرائيل والمجتمع الدولي مزيداً من الوقت قبل وصول طهران إلى القنبلة النووية. من فلسطين إلى الإكوادور: بهذا العنوان استهل الكاتب والصحفي الإسرائيلي "يؤاز هينديل" مقاله المنشور على صفحات "يديعوت أحرنوت" يوم الإثنين الماضي، متطرقاً إلى سلسلة الاعترافات التي نالتها دولة فلسطين من قبل بعض بلدان أميركا اللاتينية، مقللاً من أهمية هذه الاعترافات التي يعتبرها الكاتب مجرد حبر على ورق ما دام الواقع على الأرض مختلفاً تماماً، ويشير الكاتب في معرض التهوين من شأن إعلان بعض دول أميركا اللاتينية اعترافها بفلسطين إلى سوابق أخرى مماثلة عندما أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، في الجزائر عام 1988 قيام دولة فلسطين، حيث سارعت أغلب دول العالم إلى تبني الإعلان ومساندته وراحت إسرائيل تتجرع مرارة الخيبة والخوف مما هو آت، وقررت الأمم المتحدة في خطورة رمزية مباشرة بعد إعلان عرفات تغيير اسم منظمة التحرير الفلسطينية إلى دولة فلسطين بعدما صوت لصالح القرار 104 دول، لكن كان الواقع على الأرض أقوى من أي كلمات يُصرح بها هنا وهناك، كما يقول الكاتب، وبدلاً من قيام الدولة أنشئت سلطة فلسطينية بقيادة عرفات في مناطق فلسطينية، وهو ما تسعى السلطة اليوم بقيادتها الجديدة إلى تكراره بحثاً عن الاعتراف والشرعية، لا سيما بعدما انسدت آفاق التسوية وفشلت الانتفاضة المسلحة التي أطلقها عرفات وعُرفت بانتفاضة الأقصى في تحرير الأرض. غير أن الكاتب يعتقد في تحليله الخاص لما يجري أن ما تسعى إليه السلطة الفلسطينية ليس الاعتراف بالدولة ما دام هذا المبدأ بات مقبولًا لدى الجميع ومن بينهم نتنياهو نفسه الذي سبق أن صرح في خطاب جامعة "بارن إيلان" بأنه لا يعارض قيام دولة فلسطينية، بل إن ما تريده القيادة الفلسطينية في هذه المرحلة هو التشكيك في شرعية إسرائيل نفسها التي بعد 62 عاماً عن قيامها مازالت تتصرف باعتذارية ملفتة إزاء وجودها وتسعى جاهدة إلى تحسين علاقاتها مع القوى المصرة على الطعن في مصداقيتها مثل تركيا واليوم السلطة الفلسطينية، لذا يدعو الكاتب إلى خطوات صارمة تواجه التحركات الأخيرة لدول أميركا اللاتينية وتتصدى لها في الأمم المتحدة وباقي المحافل الدولية لأنه ما هو على المحك، حسب رأيه، ليس الواقع على الأرض الذي تؤول فيه الغلبة لإسرائيل كما هو واضح، بل صورة الدولة العبرية في أذهان المجتمع الدولي. إعداد: زهير الكساب