عند نشر برقيات ويكيليكس في شهر نوفمبر الماضي، قال دبلوماسي أجنبي لوزيرة الخارجية الأميركية: "يجب أن تسمعوا ما الذي نقوله عنكم"، وإليكم فيما يلي برقية "خيالية" قد يفكر سفير دولة صغيرة لدى واشنطن في إرسالها لوزير خارجيته: "سري: لاطلاع وزير الخارجية فقط. كما هو مطلوب، أقدم فيما يلي تقييمي للموقف السياسي الحالي. علماً بأنني أضع في اعتباري وأنا أقدم ذلك، انتقاداتكم للتقييمات السابقة التي كانت تقدمها السفارة، والتي كنتم تقولون إنها لا تقدم شيئاً جديداً ولا تزيد بحال عما تقرأونه في النسخة الإلكترونية لـ(نيويورك تايمز)، و(وول ستريت جورنال). نحن نستعين بمخبرين صحفيين في واشنطن، لكن معظم الأشياء القذرة التي يعرفونها لا تظهر فيما يكتبونه لأسباب عديدة. لكن، وكما قلت سابقاً، فإن ميزانية سفارتنا مقيدة للغاية. ومن الصعب أن نعرف الكثير عن مثل هذه الأشياء من مراسل صحفي في البيت الأبيض لمجرد قيامنا بدعوته على وجبة في أحد محلات ماكدونالدز (وهذا أقصى ما تسمح به ميزانية سفارتنا). أداء أوباما بعد العلقة الساخنة التي تلقاها في انتخابات التجديد النصفي: بعد الهزيمة المهينة التي تعرض لها في انتخابات التجديد النصفي، كان الموقف المباشر لأوباما شبيهاً بموقف رجل يقول: إذا ما أردت أن تأخذ وظيفتي فخذها وتصرف بها كما تشاء. لقد بدا الأمر وكأن (بوتاس)، وهو الاسم الذي تطلقه الأجهزة السرية على الرئيس، يود أن يكلف غيره بالقيام بوظيفته، حيث أرسل نائبه بايدن للتعامل مع الكونجرس، وأرسل وزيرة خارجيته للي ذراع الفلسطينيين والإسرائيليين معاً (كل من بايدن وكلينتون خاضا حملة ترشيح الحزب الديمقراطي عام 2008 ضد أوباما، وكلاهما ربما يعتقد أنه كان سيؤدي وظيفة الرئيس بشكل أفضل من أوباما نفسه فيما لو كان قد انتخب رئيساً. وبعد ذلك، غادر الرئيس البيت الأبيض لحضور حفل، تاركاً المنصة الصحفية لبيل كلينتون (لأنه ينتمي على ما يفترض لمرحلة ما بعد بوتاس)، والذي يعتقد في قرارة نفسه هو الآخر أنه يستطيع أداء الوظيفة بشكل أفضل من أوباما، وبايدن، وهيلاري. لكن بوتاس عاد الآن مرة أخرى لممارسة لعبته الأثيرة. ففي الساعات الأخيرة من الكونجرس السابق، قام أوباما بتمرير سلسلة من مشروعاته التشريعية التي تظهر أنه صالح للرئاسة على الأقل للعامين القادمين بل وربما للأعوام الستة القادمة (من الواضح إذن أن كلينتون ليس هو الفتى العائد الوحيد). لماذا هذا الدوران للخلف من قبل أوباما؟ ربما يكمن السبب في أنه قد تلقى محاضرة صارمة من ميتشيل أوباما أو "فلوتاس" كما يطلق عليها، التي تفوق معدلات شعبيتها معدلات الرئيس نفسه، والتي يمكن أن تفكر ذات يوم أغبر، في أنها ربما تصلح لأداء وظيفة الرئيس بشكل أفضل. وفي الواقع فإن معظم أعضاء مجلس الشيوخ، سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين، يعتقدون في قرارة أنفسهم أنهم قادرون على أداء وظيفة الرئيس بشكل أفضل. ليس هذا فحسب بل إن بعض الأميركيين العاديين يعتقدون أن جورج كلوني، وأنلجينا جولي يمكن أن يعالجا مهام الوظيفة الرئاسية بشكل أفضل. ليس هذا فحسب بل إن مقدم البرامج الشهير في شبكة سي. ان. ان، ولف بليتزر، قد يكون خياراً جيداً لاسيما وأن بعض الأميركيين يرونه يحاول ترويج نفسه للمنصب، تماماً مثلما كان يفعل من مقبل مقدم البرامج الشهير والتر كرونكايت. الرئيس بليتزر، اسم قد يكون مقبولاً، لكن من الصعب تخيل رئيس لأميركا اسمه الأول وولف. إساءة فهم ماما جريزلي: أود أن أذكركم بأنكم فيما يتعلق بالجانب الجمهوري طلبتم مني تقييماً لأداء سارة بالين. لسوء الحظ أننا قد تأخرنا في تقديم هذا التقييم، بسبب سوء الفهم من قبل الموظف الجديد الذي أسندنا إليه مهمة هذا التقييم (أعتقد أنني قد ذكرت سابقاً مشكلة النقص في الموظفين التي نعاني منها بسبب الميزانية المحدودة للسفارة والتي لا تمكننا من تعيين موظفين جدد). فعند النظر في نداء سارة بالين من أجل (الماماوات جريزلي) فإن الموظف المذكور أمضى عدة شهور في بحث عادات التزاوج لدى الدببة من فصيلة جريزلي، قبل أن يدرك، لكن متأخراً جداً، أن سارة بالين لم تكن تتحدث عن الدببة ولكن عن نساء الحزب الجمهوري الشجاعات اللائي يشبهن الدببة. تقرير مصور -ألاسكا... الطبيعة في صورتها الفطرية: أود كذلك الاستجابة لاقتراحكم الوجيه للغاية والخاص باستبدال (بو) الكلب الأثير لدى أوباما، بكلب آخر، شبيه مثبت في جسمه جهاز للتنصت. ربما يكون ذلك أمراً مفيداً للغاية، لكني لا أملك سوى إبداء الأسف لعدم قدرتنا على القيام بذلك، لأننا يجب أن نعمل على زيادة الموارد المتواضعة لميزانيتنا استعداداً للحملة الرئاسية الانتخابية القادمة لعام 2012. إن المرء لتتملكه الدهشة بسبب مقدار سوء الفهم المتعلق بفهم الطريقة التي يعمل بها النظام الديمقراطي الأميركي، والذي يرى أصحابه أن هذا النظام يؤدي بشكل جيد للغاية. فبدلاً من الحملات الانتخابية التي تدور عادة في بلادنا لفترة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أسابيع، فإن الحملات الانتخابية هنا تستمر لمدة عامين. ومن المعروف أن انتخابات التجديد النصفي قد كلفت 4 مليارات دولار، وأن الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة كلفت 5 مليارات دولار. ومن المعروف كذلك أن الولايات المختلفة تقوم بتنظيم عدد من الانتخابات الأولية، وأن المرشح الرئاسي الذي يفوز بالتصويت الشعبي قد لا يفوز بالبيت الأبيض. ومع ذلك فليس ثمة مخاوف من احتمال وقوع انقلاب عسكري، بل إن الجيش خلال التصويت قد لا تصدر له الأوامر بالبقاء في الثكنات. خلاصة القول: هل ذكرت أن إجراء زيادة كبيرة في ميزانية سفارتنا سوف تمكننا من تقديم تقارير أكثر شمولاً؟ السفير:... (تم حذف الاسم لأسباب أمنية)". -------- ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"