كشف مقال الكاتب محمد الباهلي: "سايكس - بيكو السودان!" جوانب من خطر التفكك الذي يواجه بعض الدول العربية في الوقت الراهن، وفي مقدمتها السودان، حيث يتوقع كثير من المراقبين أن ينتهي الاستفتاء المقرر هناك في التاسع من الشهر الجاري إلى انفصال الجنوب بشكل نهائي، للأسف. ومع أن حالة السودان ليست هي الوحيدة إلا أن النتيجة السلبية التي يتوقع أن تنتهي إليها تستلزم من الدول غير المستقرة في المنطقة العربية عموماً العمل منذ الآن وفق سياسة وقائية، تحول دون تشجيع أية دعوات انفصال . ولاشك أن دعوات الانفصال في الحالة السودانية، وفي الحالات العربية الأخرى المشابهة، ليس منشؤها مطالب شعبية، وإنما هي بسبب تطلعات بعض النخب السياسية ذات الأفق الضيق، التي تطمح إلى تحقيق مكاسب سلطوية شخصية. وهذا يصدق، في نظري، على سكان جنوب السودان الذين أعتقد أنهم لا يريدون الانفصال ولكن ضغوطاً خارجية، وضغوط نخب داخلية استطعمت السلطة، هي من يفرض عليهم هذا الخيار، أما المواطن السوداني البسيط في الجنوب وفي الشمال، فلسان حاله يقول مع الشاعر: لو نعطَ الخيار لما افترقنا... ولكن لا خيار مع الزمان. عزيز خميس - تونس