"إدارة التنوع" تنقذ السودان... والأزمة الكورية في حاجة إلى "مبادرة" كيف يمكن للسودان النجاح في التعامل مع استفتاء 9 يناير؟ وما هي رؤية الصين للتوتر في شمال شرق آسيا؟ وماذا عن إمكانية إرساء السلام في شبه الجزيرة الكورية؟ وهل من وسيلة للازدحام المروري في موسكو؟ تساؤلات نسلط على إجاباتها الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. احترام "التنوع" في "جابان تايمز" اليابانية، خصص "تابو مبيكي"، مقاله المنشور يوم أمس، لرصد المشهد السوداني، فتحت عنوان "بشارات احترام السودان للتنوع"، قال مبيكي: لأن السودان نسخة مصغرة من أفريقيا، فإن القارة بأكملها ستتابع في الشهور المقبلة الأحداث السودانية. استفتاء تقرير مصير الجنوب سيبدأ في التاسع من يناير الجاري، وإذا اختار "الجنوبيون" الانفصال، فإنهم سيعلنون دولتهم، في التاسع من يوليو المقبل. وخلال الفترة ذاتها، والتي يتعين على السودان معالجة العلاقات بين شماله وجنوبه، يجب التوصل لاتفاق شامل لإنهاء الصراع في إقليم دارفور. وشهد السودان منذ استقلاله قبل 55 عاماً، نزاعات عنيفة في الجنوب والغرب والشرق، ومن المشاع أن سبب هذه النزاعات يعود إلى فشل السودان المستقل- البلد الذي يعد الأكثر تنوعاً عرقياً وثقافياً ودينياً على الصعيد الأفريقي-في إرساء الوحدة في إطار التعدد سواء من حيث المبدأ أو الممارسة. وحسب "مبيكي"، فإن كل البلدان الأفريقية تقريباً التي واجهت هذا التحدي تسعى إلى بناء مجتمعات سلمية مستقرة، ويؤكد مبيكي أن الحروب الأهلية والصراعات العنيفة التي تلت الحقبة الاستعمارية في القارة السمراء كانت نتيجة للفشل في الإدارة الصحيحة للتنوع الذي تتسم به بعض الدول الأفريقية. مبيكي الذي يترأس اللجنة التنفيذية العليا المعنية بالسودان في الاتحاد الأفريقي، يرى أن من مصلحة أفريقيا أن ترى الشعب السوداني (في الشمال والجنوب) يعيش سوياً بسلام وتعاون من أجل تحقيق مكاسب مشتركة، من خلال الاحترام الكامل للتنوع الذي يعود بمنافع ليست حصرية أو حكراً على أحد، بل يستفيد منها الجميع، سواء عاشوا في بلد واحد أو اثنين. من أجل السلام تحت عنوان "من أجل السلام في شبه الجزيرة الكورية"، استهلت "تشينا ديلي" افتتاحيتها لأول أيام العام الجديد، متسائلة: هل يشهد 2011 تخفيفاً في حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية التي تعاني من الاضطراب لمدة تزيد على شهر، ومن ثم ينعم 70 مليون نسمة بالسلام؟ الإجابة للأسف علامة استفهام كبيرة!! الصحيفة ترى أنه منذ 23 نوفمبر الماضي، ومشعلو الحروب يحاولون تأجيج التوتر، لكن لا يزال هناك محبو السلام الذين يحاولون منع الأمور من الخروج عن السيطرة...وتلقي الصحيفة باللوم على المناورات العسكرية التي أجرتها كوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة، واعتبرتها أشبه بـ"صب الزيت على النار"... فهذه المناورات التي تم تنفيذها قبالة جزيرة "يونبيونج" بالذخيرة الحية، قبل ما يزيد على أسبوعين أثرت سلباً على كثير من أسواق المال. الحرب قد تندلع، بينما كوريا الشمالية لا تبدي ضبطاً للنفس. واللافت أنه بدلاً من الرد التصعيدي المعتاد، تفاعلت بيونج يانج مع المناورات الكورية الجنوبية بهدوء، قائلة: إنها لا تستحق الرد. والخوف من أنه إذا تمادت كوريا الجنوبية في سياستها المتشددة- والكلام للصحيفة- فإن بيونج يانج لن تلتزم بضبط النفْس. وثمة رسائل ملتبسة تبثها كوريا الجنوبية، ففي 29 ديسمبر الماضي، دعا "لي ميونج باك" إلى حوار في إطار المحادثات "السداسية"، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتبنى فيها نهج الحوار لا التصعيد. لكن "باك" عاد وقال "إن بلاده تبذل جهوداً من أجل السلام عبر الحوار بين الكوريتين، وفي الوقت نفسه تعمل على تعزيز موقفها العسكري". كما أشارت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إلى أن "لي" أخبرها بأن تعزز قدرتها على ردع التصعيد العسكري الكوري الشمالي، وبعد يوم واحد من تلك التصريحات، صنفت كوريا الجنوبية حكومة وجيش جارتها الشمالية على أنهما بمثابة عدو... وحسب الصحيفة فإن المحادثات "السداسية" التي انطلقت منذ عام 2003، وتضم الكوريتين والولايات المتحدة واليابان وروسيا والصين، هي الآلية الأمنية الوحيدة في شمال شرق آسيا، واستئنافها في أقرب وقت يعد الوسيلة الفعالة الوحيدة لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة. وتأمل الصحيفة أن يسفر اللقاء المرتقب بين الرئيس الصيني ونظيره الأميركي في واشنطن، عن مبادرة لحل الأزمة الكورية. وفي الموضوع ذاته، لكن وفق رؤية الشطر الجنوبي للمشهد، وتحت عنوان "إطار جديد للسلام"، نشرت "كوريا تايمز" أول أمس افتتاحية، استنتجت خلالها أن خبرة التعامل مع بيونج يانج تبين مدى صعوبة التغيير في كوريا الشمالية، وذلك على الرغم من عقد كامل انتهجت خلاله سيئول سياسة "الشمس المشرقة"...فنظام "كيم" يواصل تطوير أسلحته النووية، ويحنث بتعهداته الرامية إلى التخلي عن تلك الأسلحة، فهو لن يتخلى أبداً عن "ميزته العسكرية". ولذلك يتعين البحث عن إطار جديد ينهي حالة المواجهة بين الكوريتين التي تعود إلى زمن الحرب الباردة، وإرساء السلام في شبه الجزيرة الكورية. وليس بمقدور الكوريتين تغيير هذه الوضع طالما أنهما متمسكتان بتلك الحالة. ويمكن للشطر الجنوبي إطلاق مبادرة لجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من السلاح النووي، وهذا يتطلب استراتيجية للخروج تتجاوز الأزمة الراهنة. وتستطيع إدارة "لي ميونج" اختيار الوقت المناسب للدخول في حوار مع "الشمال" والتحرك في اتجاه المصالحة والتعايش والسلام. ويتعين على الرئيس الكوري الجنوبي أن يوافق توقعات شعبه، الذي يريد العيش دون خوف يتعلق بالدفاع والأمن القومي. وتأمل الصحيفة بأن يكون العام الجديد نقطة تحول في مسار العلاقات بين الكوريتين. حل لزحام موسكو "فلاديمير شابانوف" كتب يوم الأربعاء الماضي تقريراً في "البرافدا" الروسية، سلط خلاله الضوء على اقتراح طرحه نائب رئيس الوزراء الروسي "سيرجيو إيفانوف" لمواجهة مشكلة الزحام المروري في العاصمة الروسية، يتمثل في إطلاق مشروع التاكسي الطائر في موسكو، لا سيما وأنه لا توجد بدائل محتملة لحل هذه المشكلة... إيفانوف يرى أن الخدمة المقترحة سيكون عليها طلب، خاصة بالنسبة للمسافرين الذين ينتقلون من وسط موسكو إلى المطار، وهؤلاء يحتاجون قطع المسافة في أقل وقت ممكن... ويُشار إلى أن حاكم منطقة موسكو نصح أصحاب السيارات بأن يستبدلوا مركباتهم بمروحيات خاصة، إذا كانوا يريدون حل مشكلة الزحام، لكن هذه النصيحة أشبه بمن يقول "إذا لم تجدوا خبزاً فلتأكلوا كعكاً". لكن ثمة قواعد لتنظيم الطيران فوق العاصمة الروسية...فالمجال الجوي لموسكو مغلق منذ فترة طويلة، وخلال الحقبة السوفييتية لم يكن بمقدور البعض الهبوط بطائراتهم في "الميدان الأحمر"، وربما هذا السبب جعل السلطات الروسية تقترح فتح مسارات جوية فوق نهر "موسكافا" وروافده... وحسب التقرير، فإن فكرة "التاكسي الطائر" ظهرت قبل سنوات، لربط العاصمة الروسية بالمناطق المجاورة لها، وساعتها تم اقتراح مهابط للمروحيات، فوق أسطح "الجراجات" والمراكز الطبية، وأن تسلك الممرات الجوية طريقها فوق النهر والطرق السريعة والمراكز الصناعية، على أن يتم تسيير رحلة جوية كل عشر دقائق بتكلفة تصل إلى 150 دولاراً. ويشير التقرير إلى أن خدمة التاكسي الطائر توجد بالفعل في المدن الروسية الكبرى كموسكو وسان بطرسبرج وسامارا ونزينهي ونوفوجرود، لكن وتيرة تطوير النقل الجوي الداخلي لا تزال بطيئة. إعداد: طه حسيب