دوام الحال من المحال، ولا معنى لحياة المرء ما لم تتخللها لحظات تعاكس فيها الوقائع رغبته. فهذه فتاة أسترالية لم تعتد التعامل مع صعاب من النوع الذي يألفه سكان البلاد النامية والفقيرة؛ لكنها وجدت نفسها مضطرة، مع والدها وشقيقتها، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مقتنياتهم المنزلية التي طالها التلف والخراب جراء الفيضانات الأخيرة. جلبوا معاً العربة اليدوية لتحميل الأشياء المتناثرة، لكن الفتاة انزلقت في الوحل فتضرجت بالطين وبقيت تحاول النهوض بصعوبة، أما الوالد والشقيقة الأخرى فاستمرا في محاولة دفع العربة، متشبثين بها تجنباً للانزلاق والوقوع في الوحل الذي بقيت الفتاة الأخرى عالقة فيه. ويقع بيت العائلة في منطقة "باندار برج- كوينزلاند" التي غمرت مياه الفيضانات كثيراً من أحيائها، علاوة على 22 بلدة أخرى في أنحاء متفرقة من أستراليا، حيث أجبرت نحو 200 ألف أسترالي على الفرار من منازلهم. وقد اتجهت الفيضانات ناحية الساحل الشمالي الشرقي في ليلة احتفالات رأس السنة الميلادية، ما أدى إلى مزيد من الإخلاءات، كما حذّرت السلطات من فيضانات يبلغ منسوب المياه فيها 30 قدماً. وبالطبع فإن أستراليا بلد متقدم تقنياً واقتصادياً، ويحظى مواطنوها بمستوى رفاهية عالٍ وبنظام خدمات راق، لكن حين ترسل الفيضانات مياهها المتدفقة عبر السهول والسواحل والسفوح فهي لا تفرق بين بلد متقدم وآخر متأخر... فالكل أمام هبّات الطبيعة سواء!