لا شك أن "متاعب أفغانستان وباكستان... الأميركية" كبيرة ومرهقة للغاية، كما أوضح جيفري كمب في مقاله الأخير. فعدا عن الكلفة المادية والبشرية الباهظة للحرب الأميركية في أفغانستان، والتي أصبح تأييدها في الشارع الأميركي يتناقص بشكل لافت للانتباه، تتمثل الخسارة المعنوية في حصيلة الإنجاز الأميركي على صعيد الرخاء والحكم الديمقراطي في أفغانستان التي لم تقربها عشر سنوات من الوجود العسكري الغربي مسافة تذكر من إقامة النظام الديمقراطي وتحقيق الرخاء لشعبها الذي ما برح يراوح بين أوضاعه المادية وأحواله الأمنية، بين هجمات "طالبان" على الأرض وغارات الطيران الأطلسي من الجو. ولا أدل على فشل الرهان الديمقراطي في أفغانستان حتى الآن من الجدل الواسع الذي أثارته الانتخابات النيابية والرئاسية العام الماضي، علاوة على ما تذكره التقارير الغربية حول استشراء الفساد في مفاصل السلطة الرسمية هناك. هذا بالطبع عدا عن أن الحرب لم تستطع إلى الآن، رغم الأكلاف والتضحيات الباهظة، القضاء على فلول "طالبان" و"القاعدة". أفليس من الحري بواشنطن إذن أن تعيد النظر في استراتيجيتها، وأن تحدد مجدداً أهدافها على ضوء الحصيلة النهائية لعشرية حربية توشك أن تكتمل هناك! أحمد عمر -القاهرة