إضافة إلى ما ذكره الكاتب محمد الباهلي في مقاله: "سايكس- بيكو السودان" سألفت الانتباه إلى أن استفتاء الجنوب إذا انتهى إلى الانفصال، كما يتوقع كثيرون الآن، فستكون بذلك المؤامرة على وحدة السودان قد أدركت غايتها التي سعت إليها منذ زمن بعيد. وهي مؤامرة مكشوفة ومعروفة، شاركت فيها أطراف دولية لا تكاد تخفي نفسها. ولكن الغريب أن تلك الأطراف الدولية التي لا تسمح بأدنى حديث عن احتمال وقوع تفكك أو انفصال في بلدانها الكبرى التي يمتد بعضها على قارات كاملة ومع ذلك نراها تعمل ليل نهار من أجل ضمان انفصال الجنوب عن السودان. غير أن المؤسف في كل هذا هو انسياق حركات سياسية سودانية كانت حتى الأمس القريب تزعم أنها مع الوحدة وراء تلك المؤامرة ومشاركتها فيها علناً. وفي ذات الوقت الذي تعمل فيه على الانفصال يبقى ممثلوها في الشمال متشبثين بشعارات فارغة وكارثية هي ما أدى إلى تفكك الوطن. نعيم آدم - الخرطوم