ضمن هذا التعقيب الموجز على مقال: "التدين المحافظ... أشباه ونظائر" للدكتور عمار علي حسن سأشير في البداية إلى تحفظي على تصنيف التدين من حيث المبدأ ضمن خانات بعضها "محافظ"، وبعضها الآخر "غير محافظ"... إلخ، وذلك لقناعتي بأن التدين يبقى حالة واحدة لا تتجزأ، وإن كنت أتفهم سبب هذا التصنيف الذي أجراه الكاتب لتقريب الفكرة، ولتمييز التدين العادي عن التمذهب المتطرف أو التأدلج بالدين واتخاذه مطية لأغراض سياسية كما تفعل الأصوليات الراهنة في مختلف الأديان. ولكن هذا أيضاً لا ينبغي أن يجعلنا نغفل عن حقيقة كون التدين، بالمعنى الصحيح للكلمة، هو ممارسة الدين في سياق من الوسطية المتزنة، دون إفراط أو تفريط، والسير على جادة السبيل بعيداً عن كافة أشكال الغلو والتطرف، أو الانحراف الأصولي يميناً، أو العلماني يساراً. وهذا هو التدين بالتعريف، وقد يكون أحياناً أقرب إلى المحافظة، بمعنى ما، أو إلى الحداثة، بحسب الحال، وبتغير المقام. عز الدين يونس - أبوظبي