Survival العلاقات الأطلسية الروسية ومأزق أوباما قضايا سياسية عدة تضمنها العدد الأخير من دورية Survival، فتحت عنوان "نحو مفهوم استراتيجي أطلسي روسي" كتبت "أوسكانا أنتونينكو" الزميلة بمعهد الدراسات الاستراتيجية، و"إيجور يورجينس" الأستاذ بمعهد التطور المعاصر بموسكو، يقولان إنه بعد مرور ما يزيد عن عشرين عاماً على سقوط حائط برلين، بات لدى كل من الناتو وروسيا فرصة ذهبية للتغلب على إرث عدم الثقة الذي كان قائماً بينهما، وهذه الفرصة تنبع من توافق الولايات المتحدة وروسيا على سياسة "ضبط العلاقات" والتحسن الذي طرأ على علاقات روسيا مع أوروبا الغربية، والتأثير الاستراتيجي للأزمة المالية العالمية، والاقتراحات التي قدمها الرئيس الروسي بشأن البنية الأمنية الأوروروسية. ويقول الكاتبان إنه إذا ما تم استيعاب كل تلك العوامل والمتغيرات، فسيصح حينئذ وضع العلاقات الروسية الأطلسية على مسارها الصحيح. وتحت عنوان "مأزق أوباما: إيران وإسرائيل وإشاعات الحرب"، كتب كل من "دانا آلين" الزميلة بمعهد الدراسات الاستراتيجية، و"ستيفن سايمون" الزميل بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، يقولان إنه خلال الحملة الانتخابية للسيناتور أوباما للترشح عن الحزب الديمقراطي، اتهمته "كلينتون" بأنه رجل موهوب في الخطاب لكنه يفتقر للخبرة، وهو ما قاله عنه "ماكين". والحقيقة كما يقول الكاتبان أن أوباما أثبت بعد عامين من توليه الرئاسة أنه رجل أفعال لا أقوال فقط، خصوصاً فيما يتعلق بالتعامل مع التركة الداخلية، لكن إنجازه لم يكن على نفس الدرجة في التعامل مع التركة الخارجية: فمباحثات السلام العربية الإسرائيلية لا تزال تراوح مكانها، والوضع في العراق يتقدم ببطء، وفي أفغانستان لم يتمكن من احتواء "طالبان"، كما لم ينجح في سياسة مد اليد لإيران... لذلك فهو يواجه مأزقاً خارجياً لن يخرج منه قريباً. "السياسة الدولية": أوروبا والشرق الأوسط اشتمل العدد الأخير من مجلة "السياسة الدولية" على ملف بعنوان "الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط... قضايا محورية"، وقد تكرس لسياسة الاتحاد الأوروبي إزاء منطقة الشرق الأوسط، أي سياسة بلاد شمال المتوسط مجتمعة تجاه بلاد جنوب وشرق المتوسط وقضاياها الأساسية. وقد تضمن الملف تحليلات للمواقف الأوروبية إزاء قضايا مثل: الإصلاح السياسي، وحقوق الإنسان، وعملية السلام، والإسلام، والهجرة... وكلها عناوين أساسية لها آثارها على مستقبل العلاقات بين الطرفين. هذا وقد اهتم الملف الذي كان أغلب المساهمين فيه من الطرف الأوروبي نفسه، بإعادة تقييم إعلان برشلونة (1995) الذي مثل أول تحرك مشترك يجمع دول الاتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط في عملية شراكة هي الشراكة الأورو متوسطية، استناداً إلى التوافق بين المجموعتين حول مبادئ تتعلق بالأمن، والاقتصاد، والديمقراطية، والمجتمع المدني. ورغم أن تلك الشراكة لم تلب طموحات الطرفين، فقد شهد عام 2008 إطلاق مبادرة "الاتحاد من أجل المتوسط" سعياً لتحقيق تكامل إقليمي ولتدعيم الاستثمارات عبر حزمة مشروعات عملية وقابلة للتنفيذ في مجالات النقل، والطاقة، والمياه، والبيئة، والتعليم، والتجارة. وكما تلاحظ بعض أوراق الملف، فهناك خيبة أمل لدى الجانب العربي بسبب إخفاق الاتحاد الأوروبي في ممارسة ضغط كاف على إسرائيل والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى سلام عادل في فلسطين، علاوة على موضوعات أخرى مثل: التواصل مع المجتمعات الإسلامية، ودمج الجاليات المسلمة داخل دول الاتحاد الأوروبي، وتصاعد الإسلاموفوبيا، وتشجيع الديمقراطية ثم التنصل من نتائجها، ومحدودية التواصل مع المجتمع المدني. ويركز الملف على تركيا، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من أوروبا، لكنها في الوقت نفسه تمثل امتداداً حضارياً لثقافة وتاريخ الطرف الآخر جنوب المتوسط، أي الطرف العربي الإسلامي. وإلى ذلك تطرح مقالات الملف، رؤى مختلفة تسلط الضوء على التحديات التي تواجه أوروبا في سبيل بناء شراكة مع الحكومات والمجتمعات والقوى السياسية والاقتصادية الليبرالية في الشرق الأوسط.