عزيزي المسؤول العربي... اسمح لي أن اقتحم برجك العاجي لأخبرك عنهما، فقد يكون كلامي مفيداً وقد تقرأ ما فاتك من مقالات لتعرف ما يدور حولك وما دار قبلك وما سيدور من بعدك. عزيزي المسؤول العربي... بخصوص أنك كنت وما زلت تردد كل يوم أن الإنسان هو الأهم وأنه قبل كل شيء، طوال الوقت الماضي لم نكن نر أي تطبيق لهذا الكلام على أرض الواقع بل كنا نرى عكسه رغم أهمية الموضوع وحساسيته، ورغم أننا لم نكتشف الحقيقة إلا مؤخراً وهي أن الإنسان المقصود في كلامك هو أنت فقط! فهل سيحصل "الإنسان" الذي نعرفه جميعاً في عام 2011 على الاهتمام المطلوب وتطبق بعض شعاراتك الكثيرة؟! عزيزي المسؤول العربي... وأنت في موقعك المرموق ألا يخطر ببالك أن تقول كلمة حق ينتظرها منك المسؤول الأكبر لتعديل وضع أو حل مشكلة أو تسليط الضوء على قضية، أم أن طمعك أعماك عن القيام بدورك الذي ينتظره المواطنون وكبار المسؤولين فأصبحت لا تفكر إلا في البقاء في منصبك لأطول وقت ممكن، ولا شيء بعد ذلك يهم! عزيزي المسؤول العربي... بخصوص اختلاف أقوالك في الاجتماعات المغلقة عن أقوالك التي تعلنها لوسائل الإعلام وما تقوله على الملأ بعد الخروج من تلك الاجتماعات، هل يمكن أن تعتبر أن هذه المرحلة انتهت من حياتك بعد أن جاء موقع ويكيليكس ليفضح العالم ويعلن أن عام 2010 هو عام الشفافية وفضح الأسرار، وهل تنوي الاستمرار على النهج القديم أم أن عام 2011 سيكون مختلفاً وأكثر شفافية وصدقاً مع نفسك والعالم! عزيزي المسؤول العربي... بخصوص أننا عشنا عام 2010 ثورة البلاكبيري بشكل جميل للبعض ومقلق للبعض الآخر، هل تعتقد أن استمرار محاولة حجب الأخبار ومنع انتشار المعلومات سيبقى هاجسك، وهل ما زلت تعتقد أن حجب المواقع الإلكترونية أو التضييق على الصحافة والإعلام سيمنع وصول المعلومة والخبر؟ أم أنك ستقرأ الواقع بطريقة صحيحة وتعرف كيف تتعامل مع المعلومة مهما كانت خطيرة وستتعلم كيف تستفيد من البلاكبيري؟ عزيزي المسؤول العربي... بخصوص نظرتك السلبية وغير العادلة للموظفين وعدم حماسك للاعتماد على الخريجين الشباب والذين تريدهم أصحاب خبرات، هل أنت نازل من المريخ مثلاً وولدت والخبرة تلفك من رأسك إلى أخمص قدميك؟ وبخصوص أنه لا يعجبك أي شيء عربي وترضى بكل ما هو أجنبي... هل هذه وجهة نظر أم قرار أم عقدة أم واقع لا يمكن التخلص منه؟ عزيزي المسؤول العربي... بخصوص استمرار بقاء ملايين الشباب يعانون من البطالة وتجاهلك لهذه المشكلة رغم مسؤوليتك عنها، لدرجة أن أحدهم أحرق نفسه قهراً والآخر ألقى بنفسه في البئر، هل ما تزال مقتنعاً بأنه ليست هناك مشكلة بطالة في الوطن العربي وبالتالي لن تتحرك مبرراً بأن ليس بيدك الحل للقيام بأي شيء من أجل هؤلاء الشباب؟ في حين أنك قادر لو فكرت قليلاً أن تجد حلولاً لذلك! عزيزي المسؤول العربي... بخصوص المشروعات الاستثمارية والاقتصادية الخيالية التي تطلقها بدون توقف ألا تعتقد أنها لا تفيد غير شخصك وطموحك وأهدافك قصيرة المدى؟ فعندما لا يجد المواطن أي فائدة حقيقية لهذه المشاريع والتي قد تكون لها آثارها السلبية، فهل هذا الوضع يرضي ضميرك فقط لأنه يؤدي إلى تحقيق أرباح أكثر لشركاتك؟ عزيزي المسؤول العربي... بخصوص أنك كنت تحلم أن تكون مسؤولاً وتقول يكفيني مليوناً وكان حسابك "يصفر" لماذا اليوم لا تكفيك عشرات الملايين التي صارت في حسابك وصرت تريد ملايين أكثر، وتركت كل مسؤولياتك وراء ظهرك؟! ألم تسمع بمن طمع قبلك ماذا أصابه؟ عزيزي المسؤول العربي... بخصوص أنك مسؤول في مناصب يمكن أن لا تتذكرها من كثرتها، لماذا أصبحت تقبل بكل هذه المناصب وأنت الذي كنت تنتقد من يتولون مسؤوليات كثيرة قبل سنوات! هل أصبحت فجأة سوبرمان والرجل الذي يستطيع أن يقوم بكل شيء؟ لماذا كنت تنتقد هذا الوضع واليوم تتقبله رغم أنك غير مرتاح وغير قادر على السيطرة على الوضع؟! عزيزي المسؤول العربي... بخصوص أنك عندما كنت موظفاً صغيراً كنت مجتهداً وأميناً ومخلصاً، هل هذا كان تمثيل وقناع زائف خلعته بمجرد وصولك للمسؤولية الكبيرة فتغيرتَ وصارتْ مصلحتك الخاصة هي همك ووضعت اجتهادك وأمانتك وإخلاصك في الثلاجة؟! أم أنها مرحلة انتقالية وتعود إلى ما كنت عليه؟ عزيزي المسؤول العربي... بخصوص أنك اعتقدت أنك المقصود ألا تتفق معي في أن كل إنسان فيه عيب بل عيوب، وأن المشكلة ليست في أن نكون بعيوب لكن في أن لا نعرفها، ثم تستمر على ما أنت عليه وتقول لا لست أنا المقصود، لذا نبقى على ما نحن عليه ومحلك سر. عزيزي المسؤول العربي... بخصوص احتمال اعتبارك أن هذه الصراحة جارحة، أرجو أن تتأكد أن هذه الكلمات صادرة عن إنسان يريد مصلحتك ومصلحة البلد، فلا تعتقد أنه هجوم عليك أو تقليل من شأنك، ولأنك صرت مسؤولاً فيحبذ أن تسمع هذا الكلام، والمهم أن تفهمه، والأهم أن تتعامل معه بحسن نية وبروح إيجابية لأنه ليس هناك إنسان لا يخطئ وليس هناك عمل كامل، لكن هناك إنسان يصحح أخطاءه وهناك عمل يمكن استكماله. عزيزي المسؤول العربي... بقي يومان من عام 2010 فماذا وكيف سيكون العام المقبل بالنسبة إليك؟ هل ستبقى أفكارك وأعمالك كما كانت في الاثني عشر شهراً الماضية أم ستتغير؟ هل ستعطي نفسك قسطا من الراحة خلال نهاية الأسبوع لتفكر فيما أنجزت وفيما أخفقت فيه، أم ستواصل العام الجديد بأخطاء العام السابق؟ عزيزي المسؤول العربي.. كان هذا بخصوص 2010... فماذا بخصوص 2011 ؟ كيف تريد أن نبدأ فيه؟ الحقيقة أننا نحن الذين نرسم سنواتنا وأيامنا ومستقبلنا وليست هي التي ترسمنا، فلو قام كل إنسان من موقعه بالعمل الصواب واجتهد كي يتميز فسنحقق الأهداف التي نسعى لها، فليكن 2011 عاماً مختلفاً ننجح فيه جميعاً ونضع مصالح الأوطان قبل أي شيء... وكل عام والجميع بألف خير، وعساها تكون سنة الأمنيات التي تتحقق بالتصحيح والصدق مع النفس.