تحت عنوان "بورما... غياب الديمقراطية"، قرأت يوم الأحد قبل الماضي مقال د. عبدالله المدني. وفي تعقيبي عليه، أقول: نعم، لا تزال الديمقراطية غائبة عن ميانمار رغم تنظيم انتخابات برلمانية، لأن الانتخابات نفسها رميت بالتزوير والتعرض للضغوط! ولكن السؤال المطروح: لو أن الانتخابات أتت بحكومة مدنية وتخلى العساكر عن مناصبهم لهذه الحكومة، فهل كانت هذه الحكومة المدنية قادرة على مواجهة التحديات الكثيرة التي كانت تقابلها؟ وهذه التحديات تتمثل في الإصلاحات الاقتصادية التي تعالج مشكلة ارتفاع الأسعار وقلة الدخل الفردي وغسيل الأموال وتهريب المواد الحية وغير الحية عبر الحدود، وتتمثل التحديات أيضاً في بناء البنية التحتية للبلاد، وكذلك في وفاقات سياسية مع الأطراف المندفعة للانفصال عن الدولة من أجل الحفاظ على وحدة البلاد السياسية والجغرافية. واقع ميانمار يحتاج إلى نظام حاكم حازم وقوي للغاية في الداخل، وسلس مرن للغاية في الخارج، بحيث يستطيع التغلب على التحديات الداخلية والخارجية على سواء، فأي نظام ضعيف أو متساهل سيكون مصيره الفشل أمام هذه المشكلات والتحديات الكثيرة في الداخل، وأي نظام غير مرن في سياسته الخارجية سيفشل في تخليص البلاد من الاتهامات الدولية الموجهة إليها. د. محمد عامر