لاشك أن الكاتب جيمس زغبي قد كشف في مقاله: "لبنان: توافق دون فصائل" الخطر الذي يمثله نشاط بعض المحسوبين على الفصائل والمليشيات المعلنة، أو المستترة، خاصة ممن يعيشون في المنافي البعيدة، ومع ذلك يصرون على حشر أنفسهم في كل ما له علاقة بلبنان، ساعين بكل ما لديهم من وسائل لنسف الوحدة الوطنية والتوافق والتعايش في البلاد. ومشكلة أولئك "المناضلين" بالمراسلة، في ما وراء البحار، وغيرهم من مناضلي المنافي، هي انفصالهم التام عن الواقع القائم على الأرض في بلاد الأرز، حيث إن الواحد منهم يكون قد هاجر قبل عشرات السنين، وتبدلت الأرض بعده غير الأرض والوقائع غير الوقائع، ومع ذلك يتصور أنه هو من يحق له الحديث عن الواقع الراهن، دون أدنى شعور بمسؤولية وطنية، أقله أن يكون الواحد منهم "محضر خير" كما يقال. وفي نظري أن الكاتب قد أحسن صنعاً حين استبعدهم وطردهم شر طردة، من لقائه الذي نظمه. وأما تهجمهم أو تهجم وكلائهم في الصحافة عليه، فهذا لا يضره، بل لعله يعتبر مكسباً سياسيّاً يحسب له، لا عليه. وليد غسان - دمشق