إنها لحظات تبدو خاصة في حياة شاب أفغاني، ليس لأنه لا يجد وقتاً كافياً لاحتساء فنجان من الشاي... بل جراء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في بلد منهك ومثخن بجراحاته. فهذا الشاب، كشأن غيره من الشباب ذوي الحالات المشابهة في كابول، لا يجد أفضل من تناول الشاي، للتسلي والتسرية عن القلب، ولاختصار زمنه الذي يمر بطيئاً في انتظار الأماني والأحلام! الأفغان يتمنون وضعاً أفضل من الوضع الذي هم عليه اليوم، حيث تؤكد التقارير الأممية أنه رغم التقدم المحرز خلال السنوات القليلة الماضية، لازال الاقتصاد الأفغاني هشاً ومتردياً، ولازال اعتماده الأساسي على المساعدات الخارجية، فيما تمثل الزراعة العمود الفقري لأنشطة السكان رغم محدودية عائدها. إنه اقتصاد الكفاف الذي يحلم كثير من شباب أفغانستان بتجاوزه نحو اقتصاد قوي ومزدهر وقادر على ضمان فرص تعليم وعمل أفضل للفئات الشابة التي تمثل القاعدة العريضة للهرم السكاني. لكن رغم طموح الشباب وحيويته، وخشونة أيدي لا تأبى عن عمل من أي نوع، وقوة التصميم كما تكشفها النظرات... يبقى الحلم الأفغاني موارباً هناك في البعيد، وراء سحب الشتاء المخيمة وهامات الجبال القاتمة ومسالكها غير السالكة!