أعجبني مقال محمد عارف، "اغتراب الوطنية المسيحية عن العراق"، والذي ألقى الضوء فيه على تجربة مثقف عراقي مسيحي، هو يوسف الصايغ الذي ظل يعطي من الحب لبلاده حتى آخر لحظة في حياته. وكما قال الكاتب، فالصايغ الذي نزح من العراق ضمن أكثر من نصف مليون مسيحي غادروا بيوتهم في بلاد الرافدين منذ عام 2003، يمثل نبض أقلية مسيحية لم تنفك تدين بالوطنية لبلدها وتواليه وتؤازره. فمغتربوها هم الذين تبرعوا في التسعينيات بأموال لشراء أدوية للشعب العراقي أبان سنوات الحصار القاسي، بينما كان بعض أبنائه المسلمين يحرض الولايات المتحدة على غزوه واحتلاله. لذلك ينبغي القول إن مسيحيي العراق ليسوا أقلية، وإنما جزء أصيل وعزيز من النسيج الوطني العراقي، بل هم سواد العين الذي لا ينفصل عن بياضها، أو هم ملح الأرض كما قال أحد الكتاب عن مسيحيي فلسطين ذات مرة. بلال أحمد -أميركا