قدم وحيد عبد المجيد تحليلا قيماً في مقاله الأخير والذي تساءل في عنوانه: "الدولة الفلسطينية: أهي حتمية؟"، حيث توقف عند مجموعة من الإشكالات والعوائق التي تعاند قيام تلك الدولة في المنظور القريب على الأقل، بل تكاد تجعله مستحيلا. ومن تلك العوائق نظرية "الحدود الآمنة" الإسرائيلية، إضافة إلى التعقيدات التي ينطوي عليها مبدأ تبادل الأراضي، هذا إذا سلمنا أن الفلسطينيين يمكن أن يقبلوا بدولة منزوعة السلاح ومنزوعة السيادة إلى حد كبير! ومع تقديري لهذه الوجهة من النظر، فإني لا أتفق معها ولا أريد تفنيدها انطلاقاً مما يظهر على مسرح القضية الفلسطينية حالياً، إذ لا شيء فيه تقريباً يخدم هدف استعادة الحقوق الوطنية والتاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني... بل أقول عامة إنه ما من شعب في التاريخ وقع تحت نير الاحتلال ثم نهض للتحرر من هيمنته، كانت مؤشرات ميزان القوة بينه وبين المحتل تميل لصالحه على الإطلاق. لكن مع ذلك فالتجارب والدروس تعلمنا أن كل الشعوب التي هبت في وجه محتليها استطاعت الانتصار في النهاية، رغم فجوة القوة، ورغم الخلافات التي لم يسلم منها صف وطني يسعى للخلاص من المحتل. التاريخ يقدم لنا ذلك الدرس، وهو خير معلم. سعد علوان -الأردن