أمام السياج الشائك الفاصل بين الهند وبنجلادش تقف هذه الطفلة البنغالية محدقة مع مديات البصر لاستكشاف يوميات الحياة والناس هناك على الجانب الآخر من الحدود، وعيناها تفيضان بالتطلعات غير المتحققة والأسئلة المغفلة، مسترجعة أثناء ذلك ما تسمعه من الأهالي هنا في قريتها الواقعة على خط الحدود مباشرة، عن خطر محاولات تهريب الماشية، أو عدم احترام ترتيبات العبور المسموحة والمقننة بين البلدين. وبحسب مصادر منظمة "هيومان رايتس ووتش" فإن حرس الحدود هنا يطلقون الرصاص بشكل روتيني على مهربي الماشية، وغيرهم من المدنيين العابرين، على رغم عدم توافر أدلة كافية على ارتكابهم أية جرائم يعاقب عليها القانون. أما زهرتنا الصغيرة هذه فقد عرفت تماماً أين تتوقف جسديّاً، مكتفية بمسح بصري شامل للجانب الآخر، لتمارس بذلك طقوس عبور مجاني، التقت فيه العدسة في الجانب الآخر من غير ميعاد، ولم يغب عن المشهد سوى ابتسامة بريئة كانت ستجعل كآبة السياج متوهجة جميلة كإشراقة الفجر.