صواريخ "إسكندر" تُزعج "الناتو"... وستة شروط لاستئناف "السداسية" تحفظات على التعاون الأسترالي والأميركي مع القوات الخاصة الإندونيسية، وجدوى المناورات الأميركية في شمال شرق آسيا، وشروط استئناف المحادثات مع كوريا الشمالية، وروسيا تطور صواريخ تكتيكية جديدة... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. "للتعاون ثمن" تحت هذا العنوان، سلطت "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية افتتاحيتها أمس، على الشؤون الإندونيسية، قائلة: إن إندونيسيا تعد قصة نجاح تحققت خلال العقد الماضي، فهي انتقلت من حقبة سوهارتو إلى الديمقراطية التي من خلالها لا يستطيع حزب واحد فرض همينة دائمة على السلطة، وحقق الاقتصاد نمواً ارتفعت من خلاله متوسطات الدخول، لكن لا تزال ثمة بعض المناحي السلبية، التي تعود إلى حقبة الماضي، من بينها عدم التأكد من سيطرة الحكومة على الجيش والحصانة القانونية المتواصلة لبعض العناصر الحكومية... ناهيك عن تسريبات "ويكيليكس"، التي تطرقت إلى القوات الخاصة الإندونيسية، التي فرضت الولايات المتحدة حظراً على تدريبها، علماً بأن الرئيس الإندونيسي اشترط على أوباما رفع هذا الحظر، وبالفعل استجاب الرئيس الأميركي لطلبه. هذه القوات وجهت خلال السنوات الأولى من عمر الجمهورية الإندونيسية، ضربات مؤثرة ضد المتمردين، لكن إبان عهد "سوهارتو" أصبحت هذه القوات سلاحاً ماضياً تم استخدامه لمواجهة العصابات المسلحة في المدن والتيارات الإسلامية الراديكالية وناشطي حقوق الإنسان. هذه القوات أصبحت وحشاً ارتكب فظاعات في إقليم "بابوا" وتيمور الشرقية وإقليم آتشيه، قللت من احتمالات المصالحة في البلاد. وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس الإندونيسي سيسيليو بامبانج، لم يخدم- أثناء عمله في الجيش- ضمن هذه القوات، لكن تربطه بها علاقات قوية، وزوجته هي ابنة لأشهر قادتها، وصهره كان قائداً لهذا القوات حتى العام الماضي. ويقال إن ثقافة هذه القوات قد تغيرت منذ وصول "سيسيليو" إلى سدة الحكم، لكن الدفع باتجاه تغيير نمطها يصعب ملاحظته. صحيح أن أخلاقيات العمل في تلك القوات قد تطورت، لكن لا تزال متورطة في انتهاكات. ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن الجيش الأسترالي قد استأنف- منذ ست سنوات- تدريبه لـ"الكوباسيوس"، بمشاركة نظيرتها الأسترالية SAS، وأجرى الجانبان في سبتمبر الماضي تدريبات مشتركة على مواجهة عمليات اختطاف في مطار بالي. ويبدو أن التسريبات التي ظهرت خلال الآونة الأخيرة بخصوص هذه القوات، تهدف إلى الضغط على الأميركيين لتغيير موقفهم واستئناف عمليات التدريب، لكن لا يجب على الأستراليين ولا الأميركيين أن يكونوا رهينة لـ"كوباسيوس"، فهي ليست مهمة في محاربة الإرهاب، لأن الشرطة الإندونيسية المدنية قادرة بدرجة أكبر على مواجهة الإرهاب، ومن ثم لا بد من استمرار الضغط من أجل مساءلة قوات "الكوباسيوس". ما وراء المناورات في افتتاحيتها أول من أمس، سلطت "جابان تايمز" اليابانية الضوء على أجواء التوتر في شمال شرق آسيا، قائلة إن المناورات العسكرية تجهز الجيوش لمواجهة صراعات مفتوحة أو عداوات، وفي بعض الأحيان، يكون الهدف منها الردع، عبر تحذير الخصوم بأن ثمة جاهزية لمواجهة أي عدوان والرد عليه. وقد تحمل المناورات رسالة للعامة والحلفاء بأن المسؤوليات الأمنية يتم أخذها على محمل الجد، وأن هناك استعداداً للعمل مع الحلفاء أو بصفة منفردة دفاعاً عن المصالح الوطنية. ما سبق قد يساعدنا على فهم، المناورات الأخيرة في شمال شرق آسيا... ففي مارس الماضي أغرقت بيونج يانج سفينة حربية تابعة لكوريا الجنوبية، مما أودى بحياة 47 بحاراً، وخلال الشهر الماضي، قصفت وحدات من المدفعية الكورية الشمالية، جزيرة "يونج بيونج"، في هجوم على منطقة مدنية يُعد الأول منذ نهاية الحرب الكورية، علماً بأن هذا التصعيد كان مسبوقاً بتجارب نووية وصاروخية. وحسب الصحيفة، فإن كوريا الجنوبية، والبلدان المعنية التزمت ضبط النفس، حيث لم يتم الرد بعمل عسكري، رغم أن الرأي العام الكوري الجنوبي يضغط في اتجاه رد عسكري، بل طالبت حكومة "لي ميونج باك" بحل دبلوماسي للتنمر الكوري الشمالي، الذي يجب أن يتوقف. في يوليو الماضي أجرت كوريا الجنوبية مناورات عسكرية مع نظيرتها الأميركية، بمشاركة 20 بارجة و100 طائرة و8000 جندي، وبعد أربعة أيام من القصف المدفعي لجزيرة "يونج بيونج"، أجرت سيئول وواشنطن مناورات جديدة، كانت هي الأكبر منذ عقود في السواحل الغربية من شبه الجزيرة الكورية، وتلا تلك المناورات تدريبات أخرى مشتركة شملت القوات الأميركية ونظيرتها اليابانية، هي الأكبر بين الطرفين، حيث شارك فيها 34 ألف جندي ياباني و250 طائرة و10 آلاف جندي أميركي، وتلك التدريبات المشتركة هي النسخة العاشرة من سلسلة بدأت عام 1986. وحسب الصحيفة، أرسلت كوريا الجنوبية مراقبين لحضور تلك التدريبات، وذلك للمرة الأولى، بعد أن أرسلت طوكيو مراقبين لحضور مناورات يوليو التي جرت بين الكوريين الجنوبيين والأميركيين. التعاون العسكري والتنسيق ين طوكيو وواشنطن وسيئول أدى إلى ظهور جبهة دبلوماسية، ظهرت عندما اشتركوا في إدانة التصعيد الكوري الشمالي والدعوة إلى استئناف المحادثات السداسية. غير أن الصحيفة انتقدت موقف الصين حيث رفضت بكين توجيه نقد لسلوك بيونج يانج، وبدلاً من ذلك أدانت المناورات الكورية الجنوبية. وتختتم الصحيفة قائلة إن الرسالة التي تحملها المناورات خاصة لكوريا الشمالية، هي أن ثمة تداعيات تترتب على ما تقوم به من أفعال، وبالنسبة لطوكيو وسيئول، المناورات تطمئنهما بأن الولايات المتحدة تقف معهما في وجه جارة تهددهما، وهو ما لم تقم به بلدان أخرى في المنطقة. شروط المحادثات هكذا عنونت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية افتتاحيتها، أول من أمس، مستنتجة أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان وضعت خمسة شروط لكوريا الشمالية كي تستأنف المحادثات السداسية: تخفيض التوتر، وتحسين العلاقات مع كوريا الجنوبية، والإقدام على خطوات للتخلي عن برامجها النووية وفق اتفاق 2005، وأن تلتزم بما ورد في قرارات مجلس الأمن الدولي. هذه الشروط وضعها وزراء خارجية البلدان الثلاثة أثناء اجتماع أجروه في واشنطن يوم 6 ديسمبر. وحسب الصحيفة، فإن رد فعل الزعيم الكوري الشمالي غير معروف، لكن يجب أن يتعامل مع الأمر بجدية، فربما تكون هذه المرة هي الفرصة الأخيرة، التي يمكن من خلالها إبرام اتفاق يضمن الحصول على المساعدات مقابل نزع السلاح النووي. المطالب الخمسة تعكس دروساً استوعبتها البلدان الثلاث من مفاوضات سابقة مع كوريا الشمالية، وهي تؤكد على عدم شراء الحصان نفسه مرتين، فإذا كانت لدى "كيم" رغبة في الوصول إلى اتفاق، فعليه أولاً أن يلتزم بما اتفق عليه سلفاً بشأن نزع السلاح النووي، كما أوضحت الدول الثلاث أنها تستأنف المفاوضات فقط من أجل المفاوضات. صواريخ "إسكندر" في تقرير نشرته "البرافدا" الروسية، يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان "روسيا تستعرض أنظمة صواريخ إسكندر أمام الناتو"، لفت "سيرجي بالماسوف" الانتباه إلى الصاروخ التكتيكي "إسكندر" الذي تم تصنيعه في "المقاطعة العسكرية الغربية". الصاروخ قادر على حمل عبوات تقليدية ومداه 500 كيلو متر. الرئيس الروسي أعلن قبل قرابة عام – في نوفمبر 2009 - بأن قوات بلاده المسلحة ستحصل على خمس وحدات من هذه الصواريخ خلال العام الجاري. هذا النوع من الصواريخ سيثير قلق "الناتو". وعلى حد قول "فيكتور ليتفوكن" مدير تحرير صحيفة "إنديبندنت مليتري ريفيو"، فإن مخاوف حلف شمال الأطلسي يمكن تفهمها، فهذه الصواريخ قادرة أيضاً على حمل رؤوس نووية، ومداها يطال كثيراً من الأهداف العسكرية للحلف. وضمن هذا الإطار، إذا تم نشر هذه الصواريخ في شبه جزيرة "كولا"، فإن مداها سيغطي أجزاء كبيرة من الدول الإسكندنافية بما فيها النرويج. وإذا تم نشر هذه الصواريخ في لينينجراد وكالينجراد، فإن كل تجهيزات "الناتو" بمنطقة البلطيق ستكون عرضة للخطر، إضافة إلى أنها قد تطال نصف مساحة بولندا إذا تم نشرها داخل منطقة كاليننجراد. إعداد: طه حسيب