استعرض الكاتب ويليام رو في مقاله: "ويكيليكس... تضعف الدبلوماسية الأميركية" جانباً من الضرر الذي ألحقته تلك التسريبات بالسياسة الخارجية الأميركية، وهو ضرر لاشك أنه سيفرض على صانع القرار في واشنطن بذل جهود استثنائية لردم الفجوة الهائلة التي أحدثها "ويكيليكس" في علاقات أميركا مع مختلف الفاعلين الدوليين. غير أن أكثر شيء لفت نظري في هذه التسريبات هو الغياب شبه الكامل لإسرائيل، حيث لا يكاد يرد لها ذكر، مع أنها من ألصق حلفاء واشنطن، ومن أكثر الأطراف العالمية إضراراً بالمصالح الأميركية. وتفسير هذا الغياب في نظري يستحق التأمل، أقله لشبهة أن تكون لإسرائيل يد في هذه التسريبات، خاصة أن لها سوابق قبيحة في التجسس على أميركا، وهي سوابق معروفة وحكمت فيها المحاكم الأميركية وأدانت أشخاصاً موالين لإسرائيل ما زال بعضهم يقضي عقوبته في السجون. وأكثر من هذا هنالك مبدأ مشهور يطرح بعد كل جريمة يقول "فتش عن المستفيد"، وإسرائيل هي المستفيد الوحيد الآن من إضعاف موقف إدارة أوباما حتى لا تضغط عليها أكثر فيما يتعلق بالاستيطان. وفي المحصلة أعتقد أن تهمة التسريبات لاشك "تلبس" إسرائيل، لأنها على مقاسها تماماً. عبد الوهاب حامد - الخرطوم