وأخيراً... وصل أنصار البيئة إلى الصين، ليصبحوا "الحزب السياسي" الوحيد الذي يمارس أنشطته علناً وعلى الملأ. فرغم أن صعودها الصناعي والتكنولوجي الضخم، قام في جوانب منه على حساب البيئة الطبيعية وسلامة التوازنات الأيكولوجية، وأنها متهمة من قبل المنظمات الدولية بإنفاذ كميات هائلة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري... فإنه قلما يذكر في الصين دور ذو أهمية للمنظمات الداعية للحفاظ على البيئة ومكافحة التلوث البيئي ومخاطر الاحتباس الحراري. لكن في هذه الصورة، نرى نشاطاً لمنظمة "جرين بيس" العالمية الشهيرة، ضمن حملة للتوعية البيئية تقوم بها في الصين حالياً. والمشهد يتلخص في أربع أشجار جهزها نشطاء المنظمة واختاروا لعرضها مكاناً أمام أحد المراكز التجارية الضخمة في العاصمة بكين. والهدف هو إيصال الرسالة لأكبر عدد ممكن من الناس؛ فالأشجار الأربع المعروضة مصنوعة من ثمانين ألف زوج من العيدان الخشبية المستعملة، وقد تم تثبيت جذوعها على الأرضية المبلطة باستخدام صخور طبيعية جلبت من البرية. إنه مضمون يدعو للعودة إلى الطبيعة، وإلى إبراز أهمية المحافظة على الغابات التي أصبحت تتعرض لصنوف الاستخدام الجائر، والتي تضر في النهاية بالبيئة العالمية حين تفقد غطاءها الغابوي. فهل ذلك فعلاً هو ما يدور بخلد الطفل الذي وقف محدقاً في المشهد؟!