كم من حكومة صورية ظهرت في الصومال ثم اختفت من الأنظار دون أن تترك أثراً أو يتذكرها أحد؟ تلك هي الظاهرة الأكثر تكراراً في الحياة الصومالية خلال الأعوام الأخيرة، والتي يبدو أنها أحد أدواء ذلك البلد المنسي في أجندة الرعاية والاهتمام الدوليين. فرغم أن معظم الحكومات الصومالية المتعاقبة خلال الأعوام الأخيرة، حظيت باعتراف المجتمع الدولي، وتلقت وعوداً بالدعم من جانبه، فإنها انهارت تباعاً وفارقت كراسي الحكم قبل أن يصلها ذلك الدعم أو تنال منه شيئاً! وفي غمرة الوعود الموسمية والاهتمام الذي تفرضه بعض المناسبات أحياناً، يظهر اسم الصومال فجأة ثم يختفي وسط دماء صراعاته الداخلية وعقب تنكر الجميع لوعوده والتزاماته. عيسى علي -السودان