تناول الدكتور وحيد عبد المجيد في مقاله الأخير، "أميركا والعرب... واليمين الإسرائيلي"، ظاهرة لافتة للاهتمام، لكنها رغم ذلك قلما حازت على عناية كافية من طرف صناع الفكر وأصحاب القرار العرب فيما يخص ملف الصراع مع إسرائيل... ألا وهي ظاهرة تنامي نفوذ اليمين الإسرائيلي عاماً بعد آخر، وما نتج عن ذلك من تحول الديمقراطية الإسرائيلية إلى آلية لتصعيد الاتجاهات الأكثر تشدداً وتطرفاً في المجتمع الإسرائيلي. وبعد أن كانت انتخابات الكنيست آلية لتداول السلطة بين اليمين ويسار الوسط، أصبحت الآن وسيلة لانتقال السلطة من يمين متشدد إلى آخر أكثر تشدداً. والحقيقة أن هذه الظاهرة تثير شعوراً بلا جدوائية الجهود والتضحيات التي يبذلها الفلسطينيون في التفاوض مع الجانب الإسرائيلي الذي لا يفتأ يزداد جنوحاً نحو التطرف، أي التنكر كلياً للحقوق الوطنية والتاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته. وبالطبع فإن كل هذا يأتي من باب ضرورة التعرف على متغيرات الطرف الآخر، وهو الموضوع الذي عالجه المقال معالجة وافية وكاملة، حيث أبرز ذلك النزوع المتزايد في إسرائيل نحو أيديولوجية اليمين المتطرف، بمواقفه الأكثر تشدداً وتعنتاً إزاء مبادرات السلام ومشاريع التسوية التي طالما طُرحت ورفضها أيما رفض. خلف عواد -الأردن