عوائق على طريق الشراكة الهندية- الأوروبية... وقلق دولي لتواصل الأزمة الهايتية تسريبات ويكيليكس، والقمة الحادية عشرة بين الهند والاتحاد الأوروبي، وأزمة الانتخابات الرئاسية في هايتي، والتوتر في شبه الجزيرة الكورية... موضوعات أربعة نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية. تضامن مع "ويكيليكس" صحيفة "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية أفردت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على رسالة التضامن مع ويكيليكس التي بعث بها عدد من رؤساء تحرير وسائل الإعلام الأسترالية بمختلف أشكالها إلى رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا جيلارد، ويعتبرون فيها أن ويكيليكس وسيلة إعلامية، وبالتالي يحق له الاستفادة من جميع أشكال الحماية المخولة للسلطة الرابعة. الرسالة أيدتها الصحيفة، معتبرة أنه على رغم تحذيرات مؤسستي السياسة الخارجية والدفاع في أستراليا "إلا أننا لم نرَ أي ضرر محدد لحق بالمصالح الوطنية الأميركية أو بأفراد" بسبب البرقيات التي ينشرها ويكيليكس. ونقلت في هذا السياق عن جورج برانديس، المتحدث القانوني باسم الائتلاف الحكومي قوله إنه إذا كان ما قام به ويكيليكس ربما "غير أخلاقي"، إلا أنه لم يخرق أية قوانين. ويبدو أن هذه الخطوة التضامنية قد آتت أكلها حيث لم تكرر جيلارد التوصيف الغاضب السابق من أن ما قام به ويكيليكس "غير أخلاقي". إلى ذلك، رأت الصحيفة أن على الجميع أن يقدر "الوضوح" الذي جلبته هذه التسريبات، لافتة إلى أن أبرز فعل غير قانوني كشفت عنه حتى الآن هو المذكرة التي بعثت بها هيلاري كلينتون إلى الدبلوماسيين المدنيين تدعوهم فيها إلى جمع معلومات شخصية عن مسؤولي الأمم المتحدة، من تفاصيل بطاقات الائتمان إلى كلمات المرور الخاصة بحواسيبهم، مما يمثل خرقاً لتعهدات الاتفاق الذي جلب مقر الأمم المتحدة إلى نيويورك. الهند والاتحاد الأوروبي صحيفة "ذا هيندو" الهندية خصصت افتتاحية للتعليق على القمة الحادية عشرة بين الهند والاتحاد الأوروبي التي عقدت في بروكسل الأسبوع الماضي. ويعد الاتحاد الأوروبي من بين أكبر شركاء الهند التجاريين حيث بلغ حجم المبادلات التجارية بين الجانبين العام الماضي 69 مليار يورو؛ ويأمل الجانبان في إنهاء اتفاقية تجارة حرة بحلول ربيع 2011، ولكن المفاوضات تعثرت بسبب إصرار الاتحاد الأوروبي على إدراج بند حول التنمية المستديمة يقيد التجارة والمستثمرين بمعايير صارمة تتعلق بحقوق الإنسان، وبخاصة حقوق العمال، واحترام البيئة. ولكن الهند تقاوم ذلك؛ ومن غير المعروف ما إن كانت إشارة الإعلان المشترك إلى تحقيق "تقدم مهم" في المفاوضات تعني أن الجانبين قد حلا هذه المشكلة. ولئن كان الاتحاد الأوروبي قد أشار إلى أنه لن يترك هذا الشرط يقف في طريق الاتفاقية، فإن الصحيفة ترى أن من مصلحة الهند أن تتبع "أفضل الممارسات" عبر تأمين حماية كافية لمصالح التجارة الداخلية والصناعة واليد العاملة. وتقول الصحيفة إن هذه هي القمة الأولى التي تعقد بين الهند والاتحاد الأوروبي بعد دخول اتفاقية لشبونة حيز التنفيذ قبل عام. وهي اتفاقية تهدف، من جملة أشياء أخرى، إلى زيادة نفوذ وتأثير الاتحاد الأوروبي في الشؤون العالمية، الأمر الذي يفسر حرص هذا الأخير على النظر إلى ما هو أبعد من التجارة في علاقاته مع الهند، ومنح القمة محتوى سياسيّاً واستراتيجيّاً أكبر؛ وهكذا، شملت المباحثات الثنائية مواضيع التعاون بخصوص محاربة الإرهاب، والوضع في أفغانستان وباكستان، وحظر الانتشار النووي، ونزع التسلح، وتغير المناخ، ودور مجموعة "العشرين" في الحكامة الاقتصادية العالمية، والاتفاق المقترح حول التعاون في تطوير طاقة نووية سلمية. أزمة هايتي المفتوحة صحيفة "تورونتو ستار" الكندية جددت التأكيد ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على أن العالم يتعاطف ويتضامن مع سكان هايتي الـ10 ملايين نسمة، مذكرة بأن كندا لوحدها تعهدت لهذا البلد بمليار دولار من المساعدات؛ ولكنها حذرت من أن الصبر بدأ ينفد جراء انقسامات النخبة في هايتي، وعدم سعيها للتوافق لما فيه مصلحة البلاد وسط مأساة إنسانية، وما يبدو عجزاً عن توفير الزعامة التي تحتاجها البلاد. وحسب الصحيفة، فهذه هي الرسالة الصريحة التي بعثت بها وزيرة الخارجية الأميركية ونظيرها الكندي خلال اجتماعهما في "ويكفيلد" الكندية يوم الاثنين الماضي، حيث حذر كانون من أن "المجتمع الدولي لا يمكنه فعل كل شيء" مشيراً إلى "تنامي مشاعر الإحباط" في الكونجرس الأميركي حيال الوضع. ومن جانبها، قالت كلينتون: "لم يكن ثمة الرد المنسجم والمنسق المطلوب من الحكومة الهايتية"، بعد قرابة عام على الزلزال الذي قتل 250 ألف شخص وشرد أكثر من مليون آخرين، مضيفة "إننا نتوقع المزيد، ونبحث عن المزيد". معلوم أن انتخابات هايتي الرئاسية عرفت عمليات تزوير واسعة دفعت أنصار بعض المرشحين إلى الخروج إلى الشوارع من أجل الاحتجاج. وترى الصحيفة أن الخيار الأمثل هو إعادة إجراء السباق الانتخابي، بمشاركة كل المرشحين التسعة عشر؛ أو إجراء جولة انتخابية ثانية تجمع الفائزين الثلاثة الأوائل في الجولة الأخيرة. ثم ختمت بالقول إن الهايتيين أنفسهم هم من عليهم في نهاية المطاف إنقاذ هذه الانتخابات؛ وهذا يتطلب "طبقة سياسية مستعدة لتقديم احتياجات البلاد على مصالحها الخاصة". توتر الكوريتين ضمن عددها ليوم الأربعاء، اعتبرت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية أن التحركات الدبلوماسية المكثفة التي تقوم بها الصين تمثل بارقة أمل في التوصل إلى حل سلمي لحالة التوتر التي ما زالت تخيم على شبه الجزيرة الكورية منذ تبادل القصف المدفعي بين الكوريتين في الثالث والعشرين من نوفمبر الماضي، مشيرة في هذا الإطار إلى زيارة مستشار الدولة الصيني "داي بينجاو" لللعاصمة الكورية الشمالية بيونج يانج الأسبوع الماضي، حيث التقى الزعيم "كيم يونج إيل". ثم إلى سيئول بعيد أحدث تصعيد في المنطقة من أجل تبادل وجهات النظر مع المسؤولين الكوريين الجنوبيين. وترى الصحيفة أن الوضع ما فتئ يزداد سوءاً في شبه الجزيرة الكورية ويثير اهتماماً واسعاً من قبل المجتمع الدولي؛ غير أن الموقف الصيني بدأ يكتسب دعماً في الساحة الدولية، وبين الحين والآخر تظهر تصريحات معقولة ومؤشرات إيجابية تقود إلى تخفيف التوتر الحالي. وتحت هذه الظروف، ترى الصحيفة أن من الأساسي أن يلتزم الطرفان بضبط الناس حتى يتسنى بناء زخم يقود إلى استئناف المفاوضات السداسية، داعية الطرفين إلى بذل مزيد من الجهود للمساهمة في السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، بما يخدم المصالح المشتركة لكل بلدان المنطقة. إعداد: محمد وقيف