قرأت المقال المنشور هنا تحت عنوان: "الاستشراق وشعبوية النقد" للدكتور خالد الحروب وقد انتقد فيه بقوة أولئك الذين ينظرون إلى ظاهرة الاستشراق نظرة غير موضوعية متهمين المستشرقين بالتحامل وخدمة مطامح استعمارية لبلدانهم الغربية، ومع اتفاقي مع الكاتب على ضرورة إبراز الجوانب الإيجابية للاستشراق وما قدمه من خدمة جليلة للثقافة العربية، إلا أن ذلك ليس أيضاً مدعاة لتجاهل جوانبه السلبية الكثيرة. فجميع المختصين المنصفين من المستشرقين أنفسهم يعرفون حجم الضرر الذي لحق بصورة العرب والإسلام في الغرب بفعل جهود التشويه التي بذلها بعض المستشرقين. والجميع أيضاً يعلم أن الاستشراق ظهر أصلاً وجاء إلى المنطقة في ركاب المهمات الاستكشافية الاستعمارية، والدليل على ذلك أن أكبر جهد استشراقي هو ذلك الذي قدم مع حملة نابليون، وبعده جاء مستشرقو الغزو الفرنسي للجزائر. هذا طبعاً دون إغفال تحامل مستشرقين كثر على الإسلام والعرب، والشبهات التي أطلقوها وترسخت بفعلها صور نمطية أقلها الإسلاموفوبيا التي ما زالت متفشية حتى اليوم لدى قطاعات من المجتمع الغربي. والحاصل أن للاستشراق إيجابيات وسلبيات، ولذا فلابد من الاعتراف بكونه خطاباً ذا حدين. عزيز خميس - تونس