قرأت مقال عبد الوهاب بدرخان يوم الثلاثاء المعنون، "أي شفافية بعد ويكيليكس" حيث قال: (ذهب موقع ويكيلكيس بالإعلام إلى أبعد مما يطمح وبالسياسة إلى أعمق ما نستطيع والدبلوماسية إلى ما وراء الابتسامات الكاذبة وبالأخلاقيات إلى نقيضها). يعتقد الكثير أن هذا جاء من باب الفلتان الإعلامي، ولكنه أساء إلى أميركا في الدرجة الأولى أكثر مما أساء إلى غيرها من المريدين والأتباع، اعتقاداً أن جميع التسريبات التي يتم تسريبها لا تأتي من فراغ ولا بطريقة عفوية، بل متعمدة ولو بعد حين، لأنه لا يستطيع ولا يجرؤ أي إنسان في أميركا نشر أي موضوع يتعلق بسياسة الدولة أو الأسرار العسكرية، أو المؤامرات إلى تحاك ضد العالم، إلا بموافقة أميركية رسمية، وغالباً عند الاستغناء عن الأعوان القدامى، حتى يتسنى التغيير بوجوه جديدة. أما التوقيت الذي تخرج فيه هذه الأمور، فهي مواقيت محسوبة بالدقة لحسم أمور معينة لخلق الفتن والقلاقل بين فرقاء الخلاف بينهم على أشده ليساعدوا على تأجيجها وعنفوان ذلك الخلاف حتى يكون العمل على المكشوف فلا مكان هنا للإعلام أو السياسة أو الدبلوماسية، الذي ذكرها المقال بل يتحول الموضوع إلى سخافة ودجل. هاني سعيد -أبوظبي