أتفق مع كريستوفر هيتشنز في مقاله ليوم السبت الماضي، والذي طالب فيه بالعدول عن "إعدام عزيز" مُهيباً بـ"شجاعة جلال" طالباني الذي أعلن أنه لن يوقع حكم الإعدام بحق المسؤول العراقي السابق، وذلك لأسباب ثلاثة؛ أولها كونه شخصياً (أي طالباني) يعارض عقوبة الإعدام، وثانيها أن طارق عزيز مسيحي عراقي، والثالث أن الأخير رجل طاعن في السن (74 عاماً). وهي اعتبارات كافية بالفعل لامتناع طالباني عن تصديق حكم الإعدام ضد عزيز. أما الاعتبار الأهم في نظري، وقد أشار إليه الكاتب سريعاً، فهو الخشية من أن يكرس إعدام عزيز دولة الدم والانتقام بدلاً من دولة القانون والمصالحة. فالعراق بحاجة للعبور من آلام الماضي إلى أحلام المستقبل، على أرض التسامي والتسامح وإغلاق نوافذ الذكريات الأليمة. وذلك تحديداً ما فعلته بحكمتها قيادة "المؤتمر الوطني الإفريقي" حين استلمت مقاليد الحكم في جنوب إفريقيا، فجنبت بلادها أنهاراً من الدماء كان يمكن أن تتواصل إلى آماد مجهولة. نواف يعقوب -الأردن