كشف مقال د. عمار علي حسن: "القتل على الهوية... محاولة للفهم" بعض أبعاد التفكير المنحرف الذي يدفع المتطرفين لاستهداف الآخر الديني أو الثقافي والعرقي، لا لشيء إلا لكونه مختلفاً عنهم، أو لأنه لا يصدر عن ذات الطريقة في التفكير التي يتبنونها. وإضافة إلى تلك القراءة القيمة التي اشتمل عليها المقال سأشير إلى أسباب أخرى أرى أن لها دوراً في تلك الظاهرة المؤسفة. أولاً: إن السبب الأخطر في ظاهرة الاستهداف على الهوية هو ضيق أفق الأشخاص المتطرفين وعدم قدرتهم على إدراك ما في العالم من تعدد وتنوع خلاق، وبالتالي ينظرون إليه بنوع من عمى الألوان، فلا يرون الأشياء والظواهر والناس إلا باللونين الأبيض والأسود، فيقسمون العالم والناس في خانتين فقط: خير وشر، مع وضد، نحن وهم... إلخ من ثنائيات حدية تجعل الاستقطاب الذهني يتفشى والتعصب يعشش في أذهانهم. ثانياً: لاشك أن عصر العولمة الراهن وسهولة المواصلات وتدفق الأمواج البشرية في كل اتجاه يعتبر سلاحاً ذا حدين، فمن جهة له إيجابيات في تيسير التعارف والتواصل بين البشر، ومن جهة أخرى له أثر سلبي بتقوية النزعات النكوصية الهروبية بدافع الخوف المزعوم أو الموهوم على وجود الذات من الآخر الذي أصبح في مواجهتها بشكل يومي تقريباً. أيمن شريف - القاهرة