هايتي، البلد الكاريبي الذي اكتشفه كولمبوس، واستعمره الإسبان ثم جعله الفرنسيون موطناً لآلاف الأفارقة ممن جلبوهم للعمل في زراعة حاصلات المناطق المدارية... يخوض تجربة انتخابات الرئاسة هذه الأيام وكأنها تجربته الأولى في هذا الخصوص! وفي الصورة هنا، نرى ثلاثة عناصر من الشرطة الهايتية في أحد شوارع العاصمة بورتوبرينس، وقد وضعوا الأصابع على الزناد وصوبوا فوهات البنادق نحو هدف ما، وظهورهم إلى الحائط! وفي الخلف، بدت بقايا صور المرشحين وبعض الشعارات الانتخابية، بينما توحي المخلفات على الأرض بأن المكان كان مسرحاً لمواجهات انتهت للتو ولا يزال رجال الشرطة واقعين تحت تأثيرها. وقد اندلعت احتجاجات في العاصمة الهايتية عقب إعلان نتائج الشوط الأول من الانتخابات، والتي يتحتم بموجبها إجراء شوط ثانٍ ستنحصر المنافسة فيه بين السيدة الأولى سابقاً "ميريلاند مانيغا" التي نالت 31 في المئة من الأصوات، ومرشح السلطة "جود سيليستان" الذي حصل على 22 في المئة. لكن أنصار المغني الشعبي "ميشال مارتيلي" الذي حل في المرتبة الثالثة بحصوله على 21 في المئة، نظموا مظاهرات للمطالبة بإلغاء النتائج وإعادة فرزها مجدداً. أما لا يظهر في الصورة فهو واقع هايتي المحشورة بين أزماتها، وليس أقلها آثار الزلزال المدمر قبل عدة أشهر، وأنات المصابين فيها بوباء الكوليرا هذه الأيام... ورغم ذلك يتصارع أهلها على الانتخابات وحول "صحة" نتائجها!