مرحلة جديدة للشراكة الفرنسية- الهندية... والفوضى السياسية تعمق المحنة الهايتية حصيلة زيارة ساركوزي إلى الهند، ومحاولة أوباما استعادة دعم المستقلين له، والانتخابات الرئاسية في هايتي... موضوعات من بين أخرى نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية. ساركوزي في الهند صحيفة "ذا هيندو" الهندية أفردت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على حصيلة زيارة ساركوزي إلى الهند مطلع هذا الأسبوع؛ زيارة تميزت بإبرام الجانبين عدداً من اتفاقات التعاون، وفي مقدمتها اتفاقية إطارية بين شركة "أريفا" الفرنسية وشركة الطاقة النووية الهندية من أجل بناء اثنين من المفاعلات النووية الستة المزمع إنشاؤها بولاية مهاراشترا. ولئن كانت التجارة النووية تمثل مكوناً جديداً ومهمّاً في العلاقات الثنائية، فإن زيارة الرئيس الفرنسي منحت البلدين -حسب الصحيفة- فرصة لتقريب وجهات النظر بخصوص مجموعة واسعة من المواضيع الثنائية والعالمية؛ حيث أعاد ساركوزي التأكيد على دعم بلاده لحصول الهند على عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي، وهو ما لقي استحساناً كبيراً في نيودلهي. كما تميزت الزيارة بمحاولات الجانب الفرنسي الترويج لعرض شركة "داسو" لبيع القوات الجوية الهندية 126 مقاتلة من طراز "رافال" بقيمة 10 مليارات "يورو"، ومساعٍ لتطوير الأسطول الهندي من مقاتلات "ميراج". واعتبرت الصحيفة أن التصميم على النهوض بالتعاون الثنائي ضمن مجموعة "العشرين" بهدف جعلها أداة فعالة لإصلاح النظام المالي العالمي وتحقيق استقرار أسعار السلع، والتعاون في المحافل الدولية حول مواضيع مثل أفغانستان والإرهاب وتغير المناخ... يمثلان مؤشرين على تعمق وتجذر العلاقات السياسية بين البلدين. وكل هذا، تقول الصحيفة، من شأنه نظريّاً على الأقل أن يساعد الهند على تحقيق توازن أفضل في العلاقات الخارجية، التي تعد مختلة حاليّاً بسبب "الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة وغياب التزام واضح تجاه نظام عالمي متعدد القطبية". أوباما يغازل "الجمهوريين"! ضمن عددها لأول أمس الأربعاء، علقت صحيفة "ذا آيريش تايمز" الإيرلندية على التفاهم الذي توصل إليه الرئيس الأميركي يوم الاثنين مع "جمهوريي" الكونجرس حول حزمة اقتصادية مهمة؛ حيث سيحافظ على تنازلات بوش الضريبية للعائلات من جميع مستويات الدخل لمدة عامين، وسيمدد تمويل الإعانات الطارئة الذي كان من المقرر أن ينتهي، وسيخفض الضرائب على الدخل بـ2 في المئة لكل عامل لمدة سنة. الصحيفة قالت إن هذه الخطوة تحركها "حسابات سياسية" وستغضب أنصار أوباما الليبراليين؛ غير أن المخططين الاستراتيجيين ضمن فريق الرئيس يؤكدون على أنها يمكن أن تشكل الأساس لفوزه بإعادة الانتخاب في 2012. فالعديد من "الديمقراطيين" يعتبرون أن الخسائر التي مُني بها الحزب في انتخابات نوفمبر النصفية تمثل انعكاساً لتهميش القاعدة التقليدية للحزب، ولكن فريق أوباما يشير إلى ما يعتبره حاجة ماسة للفوز بدعم الناخبين المستقلين الذين دعموا الحزب في 2008 ولكنهم تخلوا عنه منذ ذلك الوقت. وفي هذا الإطار، تشير الصحيفة إلى استطلاع للرأي أجراه معهد "بيو" للبحوث بعد انتخابات الكونجرس النصفية وجد أن 59 في المئة من المستقلين يرون أن على أوباما أن يعمل مع الزعماء "الجمهوريين"، بينما رأى 29 في المئة أنه ينبغي عليه أن يقف ويواجههم. وهذا ما يفسر جهود تلميع توجهاته باعتباره ربما السياسي الوحيد والأوحد في واشنطن الذي يؤمن بضرورة التعاون بين الحزبين من أجل الصالح العام. غير أن الخطر، تقول الصحيفة، هو ألا يحصل أوباما على دعم أي من الجانبين -فـ"الديمقراطيون" سيمقتون "الخيانة"؛ و"الجمهوريون" سيرون في الأمر مؤشراً على الضعف، وسيضغطون باستمرار من أجل الحصول على مزيد من التنازلات. الانتخابات الهايتية صحيفة "تورونتو ستار" الكندية خصصت افتتاحية عددها أمس الخميس للتعليق على الانتخابات الرئاسية التي شهدتها هايتي في28 من نوفمبر الماضي؛ واستهلت افتتاحيتها بالتشديد على أن الكنديين قد استثمروا كثيراً في هايتي إلى درجة لا يمكن معها أن يتجاهلوا الانتخابات الرئاسية في ذلك البلد، ولاسيما أنهم تعهدوا بمليار دولار لهايتي التي تتكالب عليها الكوارث: الزلزال، فالإعصار، ثم وباء الكوليرا. غير أن الانتخابات كانت كارثية؛ فالمرشحون الرئيسيون لم يُقنعوا الناخبين؛ وأقل من واحد من بين كل أربعة ناخبين مسجلين فقط شارك في الانتخابات؛ والعمليات الانتخابية شابتها أعمال غش وتزوير؛ والآلاف من الهايتيين انخرطوا في أعمال شغب في العاصمة "بورت أو برانس" يوم الأربعاء. والحال أن الفوضى السياسية هي آخر ما تحتاجه هايتي، وسيتعين على أحد ما أن يتولى جهود إعادة إعمار البلاد بقيمة 10 مليارات دولار وإعادة إسكان مليون نسمة، وإدارة شؤون البلاد من جديد. وفي ختام افتتاحيتها، اعتبرت الصحيفة أنه إذا لم يقبل الهايتيون بهذه الجولة، فإن أفضل خيار هو إعادة إجراء السباق الانتخابي، واستهداف مشاركة أكبر وعملية انتخابية ذات مصداقية ونتيجة أكثر حسماً، مشددة على أن اتخاذ القرار أمر منوط بالهايتيين، وأن مفاقمة مصائب البلاد بحمام دم سياسي ليس هو الطريق إلى الأمام. احتواء كوريا الشمالية صحيفة "جابان تايمز" اليابانية علقت ضمن عددها ليوم الخميس على اجتماع وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية في واشنطن يوم الاثنين؛ اجتماع تقول الصحيفة إنه أبرز تضامنهم في التعاطي مع كوريا الشمالية، عقب التصعيد الأخير الذي عرفته منطقة شبه الجزيرة الكورية وقيام "الشمال" في 23 نوفمبر الأخير بقصف جزيرة يونبيونج التابعة لكوريا الجنوبية، ما أودى بأرواح 4 أشخاص. وبخصوص المقترح الصيني لعقد جولة طارئة للمحادثات السداسية من أجل مناقشة هذا الهجوم، اتفق وزراء الخارجية الثلاثة على أنه يتعين على "الشمال" أولاً أن يُظهر رغبته في وقف "الأعمال الاستفزازية"؛ وأن استئناف المحادثات السداسية حول تفكيك برنامج "الشمال" النووي "يقتضي أن يبذل (الشمال) جهوداً حثيثة لتحسين العلاقات مع سيئول، واتخاذ خطوات ملموسة لإظهار التزام حقيقي بإتمام عملية تفكيك برنامجه النووي على نحو يمكن التحقق منه وبشكل لا رجعة فيه". ولكن لما كانت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية لا تملك أي وسيلة مباشرة لحمل كوريا الشمالية على التصرف على النحو الذين تريده، فقد أوضحت في البيان الختامي الصادر عن الاجتماع أنها "تتطلع إلى جهود الصين لحث كوريا الشمالية على التقيد بالالتزامات" التي التزمت بها سابقاً ضمن هذه المحادثات. واعتبرت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أن من الضروري تجنب مواجهة بين مجموعة اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ومجموعة الصين وروسيا وكوريا الشمالية، مشددة على ضرورة أن تقوم الأولى بجهود حثيثة لكسب تعاون الصين وروسيا ودفعهما إلى إقناع "الشمال" بوقف "تصرفه العدائي". إعداد: محمد وقيف