قرأتُ مقال د. عبدالله خليفة الشايجي: "ويكيليكس: دبلوماسية بلا أسرار!"، وأرى أن هنالك بعداً آخر لهذه التسريبات أنتظر منذ وقت طويل سماع الحديث عنه، ولكن دون جدوى حتى الآن. وأعني تحديداً المؤامرة الصهيونية التي تنبعث رائحتها بقوة من هذه التسريبات، حيث إن إسرائيل هي الطرف الوحيد من الأطراف المتشابكة في علاقاتها مع أميركا التي لم تتعرض لها تسريبات ويكيليكس تقريباً، ولم تفضح ممارساتها، أو تقييمات السياسيين الأميركيين لتلك الممارسات، ولو في التقارير السرية، زيادة على كونها هي الطرف الوحيد المتغلغل في أدق خصوصيات مفاصل النظام الأميركي، ولها سوابق قبيحة في التجسس على أميركا. وأكثر من هذا أن إسرائيل أيضاً هي المستفيد الوحيد من تسميم علاقة واشنطن مع مختلف عواصم المنطقة، وهي الوحيد المستفيد كذلك من إحراج أوباما وإضعافه سياسيّاً في الوقت الراهن، بعد ضغوطه عليها لوقف أو تجميد الاستيطان. وها هو يعلن تخليه عن المطالبة بالتجميد والوقف معاً تاركاً مهمة استنتاج السبب لعقلاء العالم! ومع كل هذه الأدلة أعرف أن هنالك من قد يتهمني بتبني "نظرية المؤامرة"، ولكن لا بأس ما دامت هذه "النظرية" تبدو اليوم هي التفسير الأكثر منطقية وواقعية لما يجري، وخاصة أن كل خيوط التسريبات تتقطع عند الأيادي الإسرائيلية، وتحمل، على كل حال، بصمات الصهاينة وأنصارهم في أميركا والعالم الغربي. عز الدين يونس - أبوظبي