روسيا تستعد لمونديال 2018... وآفاق جديدة للتعاون الصيني-الأوروبي كيف تستعد روسيا لاستضافة مونديال 2018؟ وهل يحزن الأستراليون على عدم اختيارهم لاستضافة مونديال 2022؟ وإلى أي مدى وصل قلق الأجانب داخل كوريا الجنوبية؟ تساؤلات محورية نسلط عليها الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. مونديال 2018 خصصت "أولجا رازوموفوسكايا" تقريرها المنشور يوم أمس في "ذي موسكو تايمز" الروسية لرصد استعداد الحكومة الروسية لاستضافة مسابقة كأس العالم لكرة القدم 2018. فتحت عنوان "الحكومة خصصت 10 مليارات دولار لتمويل المونديال"، أشارت "أولجا" إلى أن هذه المبالغ لا تشمل المطارات والطرق، وذلك حسب تصريح أطلقه وزير المالية الروسي "أليكسي كودرين" يوم الجمعة الماضي، ويرى بعض الخبراء أن هذا التمويل سيساعد على تسريع وتيرة التنمية الإقليمية. ويتوقع رئيس الوزراء الروسي صفقات ضخمة تتراوح قيمتها ما بين 20 إلى 50 مليار دولار، لكن ما الذي تحتاجه روسيا لاستضافة كأس العالم 2018؟ نجاح روسيا في استضافة المونديال معناه الاستثمار في الملاعب والطرق والفنادق وغيرها من البنى التحتية. التكلفة الإجمالية للتجهيزات تبلغ 10 مليارات دولار، على أن يتم البدء فيها بحلول عام 2013. لكن ثمة توقعات أخرى تتعلق بإجمالي التكلفة، حيث يتوقع بنك VTB تكلفة إجمالية للمونديال تصل إلى 20 مليار دولار، بينما توقعت صحيفة "فيدوميستي" أن تصل التكلفة إلى 50 مليار دولار، وهو رقم يراه المستشار الاقتصادي للكريملن مبالغاً فيه. وبالمقارنة مع الناتج المحلي الإجمالي لروسيا الذي يصل إلى 1.2 تريليون دولار، وهو مبلغ تقول بعض التوقعات إنه سيتضاعف خلال العقد المقبل، يبدو المبلغ المخصص للتجهيزات ضئيلاً. الاستعداد للاستضافة يتطلب بناء 13 استاداً ناهيك عن تجديد ثلاثة أخرى هي: لوزنكي ودينامو ويكاترنبيرج، أما عن تكلفة بناء استاد واحد، فقد قدرتها موسكو بـ3.82 مليار دولار، علما بأن المباراة النهائية سيتم إجراؤها على ستاد "لوزينكي". وعن المدن التي ستقام عليها الفعاليات، يشير التقرير إلى 13مدينة روسية: كالينجراد وكازان وكراسندور وموسكو ونزنهي نوفجرود وروستف أون دون وسان بطرسبرج ، وسمارا وسارانسك وسوشي وفولجوجراد ويوروسلافي ويكترنبيرج... وفي ما يتعلق بالبنى التحتية للمطارات، فإن الاستثمارات المطلوبة في قطاع المطارات، وهي الأكثر تكلفة، تشمل تحديث بعض المطارات ومضاعفة طاقتها الاستيعابية كمطار شيرميتيوفو ودوموديدوفو وفينكوفو على أن يتم ذلك بحلول عام 2015، زيادة الرحلات المباشرة للمطارات الدولية الكبرى، ربط المدن التي ستستضيف المونديال بخطوط سكك حديدية سريعة...إضافة إلى فرض معايير لتخفيف حدة الزحام المروري في كل من موسكو وسان بطرسبرج، وتحسين وتدشين آلاف الكيلومترات من الطرق والسكك الحديدية. وعن البنى التحتية الخاصة بالسياحة، يشير الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إلى أن روسيا تعهدت بتخصيص 11 مليار دولار لتطوير هذه البنى، وضمن هذا الإطار، تحتاج روسيا إلى بناء وتجديد 19 ألف غرفة فندقية. خسارة أستراليا في افتتاحيتها ليوم السبت الماضي، وتحت عنوان "أستراليا تخسر لكن اللعبة تتواصل"، قالت "سيدني مورنينج هيرالد" ليس من المؤكد ما هو الشيء الأسوأ: خسارة أستراليا استضافة كأس العالم عام 2022، أو خزي الهزيمة من الجولة الأولى للتصويت على من سيحظى بتنظيم هذا الحدث الرياضي، خاصة أن أستراليا لم تحصل سوى على صوت واحد فقط من أصل 22؟ وهل تكلفة إعداد الملف الأسترالي التي وصلت إلى 45 مليون دولار، واستغرقت ثلاث سنوات، وتضمنت آلاف الكلمات التي تبرر استضافة أستراليا للمونديال، كانت سباً في الخسارة؟ نعم ...ثمة درجة من الإحباط خاصة بين من عملوا بجد ولوقت طويل بغرض إقناع الـ"الفيفا"، بأنه من الأفضل أن تستضيف أستراليا المونديال، وذلك بدلاً من اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وقطر. ولو كان هناك ما يبعث على الارتياح، فهو خسارة بريطانيا في استضافة مونديال 2018، وذلك على الرغم من تاريخها العريق في لعبة كرة القدم والذي تتفوق به على أستراليا... بريطانيا خسرت خلال الجولة الأولى من التصويت، وحصلت على صوتين فقط. وحسب الصحيفة، خسارة أستراليا تثير الحزن، لكن لا يوجد سبب يدعو لذلك على الصعيد القومي. تداعيات التصعيد في افتتاحيتها يوم أمس، أشارت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية إلى أن وسائل الإعلام الدولية تواصل رصدها للتطورات الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية، خاصة بعد قصف بيونج يانج لجزيرة في الشطر الجنوبي. مراكز البحوث وبعض الوكالات الائتمانية، رصدت التداعيات الاقتصادية والسياسية على المستويين الإقليمي والعالمي عن التصعيد الأخير. الصحيفة تقول إن وتيرة الخوف تبدو عالية، لدى البلدان التي لديها أعداد كبيرة من العمال في كوريا الجنوبية...على سبيل المثال يوجد 30 ألف إندونيسي يعملون في المشروعات الصناعية الصغيرة، ومع ذلك عنونت جريدة "كوومباس" الإندونيسية صفحتها الأولى بعبارة "ربما تكون آمنة أو غير آمنة" في إشارة إلى الوضع في العاصمة الكورية الجنوبية، وتطرق مراسل الصحيفة الإندونيسية إلى احتمال شن هجوم نووي على العاصمة الكورية الجنوبية التي يعيش بها 10 ملايين نسمة، أي وقوع نسخة ثانية من كارثة هيروشيما وناجاراكي. "كوريا هيرالد" ترى أنه بالإمكان تهدئة مخاوف الأجانب من خلال تقديم خطة لإجلاء رعاياهم في حالات الطوارئ، وفي الوقت نفسه على الحكومة والجيش في كوريا الجنوبية تأكيد الحرص على منع الحرب في شبه الجزيرة الكورية. علاقات ومنافع متبادلة بهذه العبارة، عنون "جيانج شيزوي" مقاله المنشور يوم السبت الماضي في "تشينا ديلي" الصينية، مستنتجاً أن الاتحاد الأوروبي بمقدوره تعزيز استفادته من تعميق التعاون مع الصين، لأن كلا الطرفين لديهما الكثير من الأهداف المشتركة. جيانج، نائب مدير معهد الدراسات الأوروبية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لفت الانتباه إلى أنه مقابل تراجع العولمة المتسارعة، أصبحت الصين والاتحاد الأوروبي أكثر اعتماداً على بعضهما بعضا... وبما أن أوروبا الموحدة هي أكبر تكتل اقتصادي، والصين لديها ثاني أكبر ناتج محلي إجمالي في العالم، فإن العلاقات التجارية والتدفقات الرأسمالية قناتان هما الأكبر في التواصل بين الطرفين... بكين مدت يد العون إلى اليونان كي تتغلب هذه الأخيرة على أزمة الديون السيادية، وهي الأزمة نفسها التي وقعت في إيرلندا، والتي من المحتمل أن تمد الصين يد العون إليها. ومن المتوقع أن يصل معدل نمو الاقتصاد الصيني خلال العام المقبل إلى 10 في المئة، صحيح أن هذا المعدل أقل من نظيره في 2010، وهذا يصب- حسب خبراء اقتصاديين- في مصلحة الاقتصاد العالمي، كونه يساهم في حلحلة الأزمة المالية، كما أن نمو الاقتصاد الصيني بوتيرة متسارعة، سيساعد الاتحاد الأوروبي على مواجهة أزمة الديون السيادية. الكاتب نوه إلى الخطة الخمسية الصينية رقم 12 والتي تمتد من (2011 إلى 2015)، والتي سيتم التركيز خلالها على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والاهتمام بتغيير نمط التنمية الاقتصادية في البلاد، بحيث يتم تشجيع الطلب المحلي والإبداع العلمي والتقني، ووضع معايير للحفاظ على الموارد وحماية البيئة، وفي تلك الأخيرة يمكن تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين، خاصة أن لدى الأوروبيين مزايا تقنية في مجال تخفيض الانبعاثات وتوفير الطاقة ومواجهة التغير المناخي. وأثناء القمة الصينية- الأوروبية الثالثة عشرة، التي انعقدت في بروكسل مطلع أكتوبر الماضي، وافق الطرفان على بذل جهود مشتركة لتطوير النشاط الاقتصادي بحيث يصبح أقل استهلاكاً للكربون. التعاون الصيني- الأوروبي لن تستفيد منه بكين فقط، بل سيساعد الاتحاد الأوروبي على تنفيذ "استراتيجية أوروبا لعام 2020" المعنية بتطوير اقتصاد قائم على المعرفة والتنمية المستدامة وتعزيز التنافسية الاقتصادية، مما يؤدي إلى زيادة معدلات التوظيف في الاتحاد الأوروبي وتعزيز التلاحم الاجتماعي. إعداد: طه حسيب