شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي خلال الأيام الأخيرة حدثاً ذا دلالة تنمويّة كبيرة، ليس على المستوى المحليّ لدولة الإمارات فقط، بل كذلك على المستويين الإقليمي والعالمي على حدّ سواء، فقد عقد "الائتلاف العالمي لتقنية المعلومات والاتصالات والتنمية"، مطلع الأسبوع الجاري، مؤتمره الخامس على أرض الإمارة، وبخلاف أن عقد هذا المؤتمر في أبوظبي يعدّ دليلاً على الموقع المتميّز الذي باتت تحتله الإمارة في خريطة النظام الاقتصادي العالمي في المرحلة الراهنة، فقد شهد هذا المؤتمر بدوره حدثاً ذا قيمة تنمويّة كبيرة على المستوى العالميّ، فقد استغل الائتلاف مؤتمره هذا العام لإطلاق دليل إلكتروني يتضمّن مجموعة من البرامج، يمكنه تقديم الإرشادات إلى الدول، لمساعدتها على تحقيق أهدافها التنمويّة، وذلك بما يتوافق مع خصوصية كل دولة. ونظراً إلى أن هذا الدليل الإرشادي يعدّ مبادرة تنموية مهمّة كونه يساعد الدول على تطويع التطبيقات التكنولوجية لتحقيق الاستخدام الأمثل لمواردها الاقتصادية، واختيار أقصر الطرق للوصول إلى أهدافها التنمويّة للألفية، فإن اختيار أبوظبي مكاناً لإطلاق هذه المبادرة التكنولوجية ذات الوجه التنموي، ليعدّ دليلاً إضافيّاً على الموقع الذي تحتله الإمارة كواحد من البلدان الرائدة في مجال الاستفادة من التطبيقات التي ينتجها قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على المستوى العالمي، وأنها من البلدان السبّاقة تجاه تطويع هذه التطبيقات المتطوّرة في خدمة أهداف التنمية أيضاً. وبالطبع يأتي هذا الإنجاز المتميّز لإمارة أبوظبي على المستويين التكنولوجي والتنموي العالميين نتيجة مباشرة للجهود المتميّزة التي حرصت الإمارة على الاضطلاع بها على مدار السنوات والعقود الماضية، فمن ناحية بات يُنظر إليها كواحد من أكثر بلدان العالم ومناطقه تطوّراً على مستوى الاقتصاد والتنمية بوجه عام، وقد بدا ذلك واضحاً خلال الفترة الأخيرة عندما احتلت مدينة أبوظبي طليعة مدن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كأفضل وجهة للعيش والعمل في تلك المنطقة، حيث إن مدينة أبوظبي بشكل خاصّ، وإمارة أبوظبي بشكل عام، قد حققت نجاحاً غير مسبوق على مستوى المنطقة في تحقيق وضمان سبل العيش الكريم لسكانهاا، حتى إنها باتت تنافس في ذلك المدن الأكثر تقدّماً وتطوراً على المستوى العالمي. ومن ناحية أخرى، فإن إمارة أبوظبي بات ينظر إليها كإحدى الواحات الواعدة للتقنيّات المتطوّرة على المستوى العالمي، نظراً إلى جهودها المثمرة في هذا المجال، التي تمكّنت بفضلها من امتلاك قاعدة متطورة من البنية التكنولوجية، تتميز باتساع قاعدة القطاعات والأنشطة الاقتصادية التي تطبّقها وتخدمها في إنجاز أعمالها على مستوى الإمارة، بداية من المؤسسات الحكومية والشركات والمؤسسات الخاصة الكبيرة، مروراً بالشركات والمشروعات المتوسّطة والصغيرة، والمشروعات متناهية الصغر، وصولاً إلى الفرد العادي من سكان الإمارة، الذي أصبح قادراً على مواكبة التطوّرات التكنولوجية المستجدّة بشكل آنيّ على المستوى العالمي. وبالتالي، فإن إطلاق الدليل الإلكتروني الإرشادي، هذه المبادرة التكنولوجية ذات الوجه التنمويّ، من أبوظبي ليعدّ تكليلاً وثمرةً للنجاحات التي حققتها الإمارة حتى الآن على الجانبين التنموي والتكنولوجي، وهو خطوة جديدة تقطعها الإمارة على طريق الازدهار الاقتصادي والتطوير التنموي أيضاً، كما أنه يمثل خطوة جديدة تقطعها الإمارة ضمن مسيرة تحسين موقعها في خريطة النظام الاقتصادي العالمي. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.