في مقاله الأخير، وعنوانه "ملامح النظام الإقليمي الجديد"، حاول الدكتور صالح عبد الرحمن المانع استشراف الوضع الذي سيكون عليه الشرق الأوسط بعد الانسحاب الأميركي من العراق في غضون العام القادم. وقد ركز الكاتب على الدور المحتمل لدولتين إقليميتين رئيسيتين أن تلعباه، هما تركيا وإيران. والذي يهمني هنا هو ما قاله عن الدور التركي، بالنظر إلى توجهات السياسة الخارجية الجديدة لأنقرة، والتي بدأت في الأعوام الأخيرة تولي اهتماماً مستجداً لجوارها العربي بصفة خاصة، ولعمقها الآسيوي بصفة عامة. وقد اتسمت هذه السياسة بكثير من الرشد والعقلانية والاتزان، حتى أنها حين ناصرت القضية الفلسطينية، وعارضت العدوان على قطاع غزة، ورفعت صوتها منددة بحصاره، فإنها لم تخرج عن طوق المعقول والمقبول، وظلت تتصرف كدولة مسؤولة وملتزمة. لذلك أعتقد أنه إذا ما قُدّر لتركيا أن تستمر على هذا النهج، فتساعد في بلورة نظام إقليمي جديد يقوم على علاقات التعاون والتكامل، وليس الصراع والتناقض. عايد حسن -أبوظبي