أعتقد أن وجهة النظر التي عبرت عنها في أكتوبر الماضي أثبتت الأيام صوابها. كان رأيي أن المهلة التي منحتها الجامعة العربية للولايات المتحدة لإقناع إسرائيل بتمديد قرار تجميد الاستيطان ستنتهي دون نتيجة، وإننا سنمنح مهلة ثانية وربما ثالثة تمسكاً بالأمل في قدرة الإدارة الأميركية الضغط على إسرائيل وإغرائها دون أن نصل الى نتيجة. منذ يومين فقط أبلغت واشنطن عباس حاجتها الى مزيد من الوقت لمواصلة جهودها لدى الجانب الإسرائيلي. وكان تعليق الرئيس الفلسطيني مفاده أن الجانب الفلسطيني سيلجأ الى الخيارات السبعة في حالة عدم نجاح الجهود الأميركية. الخيارات السبعة هي كالتالي طبقاً للأخبار الصحفية: أولاها العودة الى المفاوضات إذا غيرت إسرائيل موقفها وأوقفت الاستيطان في الضفة بما في ذلك القدس. وثانيتها مطالبة واشنطن بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود الرابع من يونيو 1967. وثالثتها إذا رفض الأميركيون الاعتراف يتوجه الفلسطينيون إلى مجلس الأمن لإصدار قرار يعترف بالدولة الفلسطينية في حدود الرابع من يونيو. ورابعتها إذا فشلت الولايات المتحدة المحاولة باستخدام "الفيتو" يتم اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت صيغة الاتحاد من أجل السلم، التي تسمح باتخاذ إجراءات ملزمة. وخامستها مطالبة الأمم المتحدة بوضع الأرض المحتلة تحت الوصاية الدولية. وسادستها الامتناع عن تنفيذ الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل. والإعلان عن حل السلطة الفلسطينية لوضع إسرائيل أمام مسؤولياتها كدولة احتلال. إذا صحت هذه الخيارات التي تتداولها التقارير الإخبارية، فإننا سنكتشف أنها تمثل مجموعة بدائل ستلجأ إليها السلطة على التوالي. في تقديري أن عدم لجوء السلطة الى الخيار الثالث هو مجلس الأمن لفترة أطول مما يجب، أي في حدود شهرين من الآن، سيمثل مضيعة حقيقية للوقت، وربما يصرف حماس المجتمع الدولي عن الاهتمام مع تحول التركيز الى الملف الإيراني. أهمية هذا الخيار، ورغم أننا نعلم مقدماً أنه سينتهي الى الفشل بسبب استخدام "الفيتو" من جانب الولايات المتحدة، تكمن في أنه يمثل خطوة تحضيرية للخيار الأهم وهو الخيار الرابع. ذلك أن الدوي السياسي الذي سيحدثه في العالم استخدام "الفيتو" الأميركي يجب استثماره لكسب تعاطف الدول المختلفة في أوروبا وآسيا وأفريقيا والتمهيد لكسب أصواتها عند التصويت على مشروع قرار إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية في الجمعية العامة. الحقيقة أن البديل الأول هو نوع من التمسك بالأمل الزائف في نوايا حكومة اليمين الإسرائيلية، أما البديل الثاني فهو أمر مستحيل، فليس متوقعاً أن تقبل الولايات المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية دون موافقة حليفتها إسرائيل.. أما البدائل الثلاثة الأخيرة فكلها مترتبة على نجاح البديل الرابع واعتراف الجمعية العامة بالدولة الفلسطينية، ذلك أنها بدائل تنفيذية لهذا الاعتراف. أرجو ألا نضيع الوقت أكثر من هذا وأن نركز على البديلين الثالث والرابع على التوالي.