أعتقد أن هارولد مايرسون وضع يده على موضع الداء الذي أصاب الاقتصاد الأميركي منذ عامين، ومعه بعض الاقتصادات الأوروبية الأخرى التي سارت على نهجه في التوسع غير المنضبط وفي التساهل إزاء سياسات الإقراض والائتمان، معتقدة أن الازدهار الناتج عن ذلك النهج هو ازدهار حقيقي وقابل للاستمرار والاستدامة. ففي مقاله "كيف نجحت ألمانيا اقتصادياً"، يجيب مايرسون قائلا بأن ألمانيا نجحت اقتصادياً فقط لأنها تجنبت أخطاء السياسة الاقتصادية التي وقعت فيها الولايات المتحدة، وبالأخص الحرية المفرطة للأسواق والمؤسسات المصرفية، والغياب الكامل لأي سلطة رقابية من جانب الدولة، والتوسع غير المعقول في تشجيع الاستهلاك والقروض الاستهلاكية... وغير ذلك من توجهات سياسة السوق الأميركية التي افترضت عن خطأ أن السوق بإمكانه أن يُسير ذاتَه وفقَ مبادئ وميكانيزمات معصومة من الخطأ والزلل. والخلاصة، كما يرى الكاتب، هي أن الاقتصاد الألماني استطاع التفوق على نظيره الأميركي من خلال جمعه بين المبادئ الديمقراطية والقيم المحلية، فأنجز رأسمالية أصحاب المسؤولية وليس رأسمالية أصحاب الأسهم. برهان محمود -القاهرة