كل عام ووطني الحبيب بخير وسلام ونمو وتنمية. ونبارك للجميع ما تحقق من إنجازات في ما سبق من عمر الاتحاد، والشكر والعرفان والثناء والدعاء لقيادتنا الرشيدة على كل ما تقوم به من أجل الإنسان على أرض الوطن ... هذه القيادة التي جددت دائماً الولاء للوطن، كي تجعله الأفضل دائماً، وأنْ يكون الإنسان على أرض هذه الدولة، يعيش في رعاية وتنمية مستدامة، وقيادتنا امتداد طبيعي للقادة المؤسسين لهذا الوطن، فذكرى اليوم الوطني للاتحاد تأتي كي تذكر الجميع بجهدهم التاريخي من أجل تأسيس اتحاد بعد فرقة. ومن الواجب علينا أن ندعو للقادة المؤسسين بالرحمة والمغفرة، وأن يجزيهم الله عنا خير الجزاء. وتأتي ذكرى تأسيس الاتحاد كي يجدد المواطن الولاء للوطن، بأن يكون لبنة خير وبناء، ونجدد بهذه الذكرى لقيادتنا الولاء كي نكون صفاً واحداً أمام تحديات المستقبل. ومع هذه الذكرى يأتي دور الطبقة المثقفة والمفكرة في هذا المجتمع كي تتفكر في المستقبل وتستشرفه، فنحن وإنْ كنا نعيش الواقع بما يحمله من إنجازات، نفخر بها وتحديات نحاول التعامل معها، لكننا نبني للمستقبل ونعد العدة لوطن يعيش فيه الأبناء في حال أفضل مما عاش عليه الأجداد. وهذا لن يأتي إلا بحديث الطبقة المفكرة في مجتمعنا بكل شفافية وحرية عن ذلك المستقبل، فهناك فرق بين وطن ينتظر المستقبل، وآخر يسهم في صنع مستقبله. ما تحقق اليوم على أرض وطننا من إنجازات ملحمة تستحق الإشادة وإنجاز يفخر به كل العرب الذين اعتبروا الإمارات وطنهم الثاني إن لم يكن الأول، فاسم الدولة بات حاضراً على كل لسان، فالتقارير الدولية عن الإمارات تشير إلى تنمية مستدامة وإنجازات متلاحقة وأرقام تحطم ما سبقها من إنجازات. ومع هذه الذكرى، تلوح لنا آمال عظام وأحلام هي في متناول اليد أن خططنا لها، لعل أهم ما نود رؤيته في مستقبل هذا الوطن أن ننتقل من حال "الاتحاد" إلى مرحلة الوحدة، الإمارات العربية المتحدة قرر قادتها في مرحلة من التاريخ أن تكون اتحاد يجمع الكلمة ويوحد الرؤية، وترك الشأن المحلي على مستوى كل إمارة للحاكم فيها، الأمر الذي آتى أكله وقطف الجميع ثماره، لكن تحديات المستقبل تدعونا إلى مزيد من التنسيق بين مختلف الإمارات، كي نصل إلى الأفضل. دعوني أسوق لكم بعض الأمثلة كي تتقرب لنا الصورة، هل نحن بحاجة إلى نظام عنونة اتحادي بدلًا من أن يكون لكل إمارة نظامها الخاص؟ فأميركا، وهي قارة عندما تتنقل بين ولاياتها تجد نفس نظام العناوين في الطرقات والشوارع؟ هل نحن بحاجة إلى معايير صحية لكل إمارة أم أن من الواجب أن يكون لنا نظام صحي واحد يتلقى فيه المواطن نفس الخدمات الصحية أينما كان؟ وهل نحن بحاجة إلى أنظمة تعليمية متفاوتة تختلف بانتقالنا من إمارة إلى أخرى، أم أن مستقبل الوطن بحاجة إلى نظام تعليمي واحد عالمي المعايير والخدمات؟ هذا ما أقصده بالانتقال من الاتحاد إلى الوحدة ...وكل عام وأنتم بخير.