تؤكّد تجارب التطوّر والتقدم في الأمم والمجتمعات كلها قديماً وحديثاً حقيقة لا شك فيها، هي أن دور القيادة في أي تجربة تنمويّة ناجحة هو دور محوري وأساسي وجوهري، وأن القيادة صاحبة الرؤية والطموح والإرادة القادرة على تحويل رؤاها إلى سياسات وبرامج حقيقية على أرض الواقع وضمان التأييد الشعبي لها، هي التي تستطيع أن تغيّر وجه التاريخ في دولها ومجتمعاتها وتقود شعوبها دائماً إلى مرافئ التطور والتقدم والاستقرار. وتمثّل تجربة التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ إنشائها في عام 1971، نموذجاً على دور القيادة في تحقيق النقلة الحضارية في بلادها وتكريس قيم التفوق والثقة بالنفس والإمكانات. لقد آمن المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بقدرة الإماراتيين على الاتحاد وصنع التقدّم، وعمل من أجل ذلك بمساعدة إخوانه حكّام الإمارات حتى وصلت الدولة إلى ما وصلت إليه في عهده من تقدّم وترقٍّ في المجالات كافة، وأصبحت مثالاً على انتصار الإرادة على الصعاب والتحديات كلها، وعلى قدرة الإنسان الإماراتي على صنع المعجزات حينما تكون هناك رؤية تنموية واضحة وثاقبة لقيادة حكيمة وطموح. ومنذ أن تولى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- المسؤولية في عام 2004، تواصل دولة الإمارات برؤيته الحكيمة ترقيها وتقدمها إلى الأمام باستمرار ودون توقف، ولعل الإنجازات الكبيرة التي حقّقتها الدولة والنجاحات التي وصلت إليها خلال السنوات القليلة الماضية، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، تؤكّد ذلك بوضوح. لقد كان إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- في عام 2005، الانتقال من "مرحلة التأسيس" إلى "مرحلة التمكين"، تعبيراً عن نقلة مفصليّة في المسيرة الإماراتية، ومنذ ذلك التاريخ تتوالى الخطوات على طريق التمكين، ولعل التطور الكبير الذي لحق بوضع المرأة ومشاركتها السياسية، وزيادة صلاحيات "المجلس الوطني الاتحادي" وجعل الانتخابات وسيلة لاختيار نصف أعضائه، واتساع مجال التطور المؤسسي القائم على خطط واستراتيجيات علمية، وتكريس النظرة الاستشرافية للمستقبل في مجالات العمل الوطني كافة، كلها أمور تؤكّد أن تمكين المواطن والوطن هو محور الفكر التنموي لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من منطلق إيمان سموه بأن البشر هم الثروة الحقيقية للإمارات وأن الاستثمار في رفع مستواهم وتطوير قدراتهم ودفع مشاركتهم في الشأن العام إلى الأمام، هو استثمار حقيقي وإيجابي في المستقبل. في اليوم الوطني التاسع والثلاثين تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادتها الرشيدة ومن خلال التعاضد القوي والعميق بين القيادة والشعب، في طريق ريادتها التنموية على الساحتين الإقليمية والدولية، بثبات وثقة، في جوّ من الأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي، وتتطلّع إلى المستقبل بتفاؤل كبير يقوم على قاعدة صلبة من الإنجازات، التي تصل إلى مصافّ المعجزات في بعض الأحيان، وإيمان راسخ بأن حركة التطور العالمي المتسارعة لا تنتظر أحداً وإنما لابدّ من التفاعل الإيجابي معها على الدوام والأخذ بأدواتها وآلياتها. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية