قرأتُ مقالة د. سعد بن طفلة العجمي: "ولاء، عمالة، تبعية... إلخ!" وأرى أن بعض تلك المسميات والأوصاف التي يطلقها البعض جزافاً، وأحياناً مجاناً على خصومهم، إنما تمثل في الواقع تعبيراً عن ثقافة محاكمة النوايا والضيق بالرأي الآخر المختلف، وهي ثقافة معششة لدى بعض القطاعات من الشارع العربي، لأسباب ثقافية وتاريخية كثيرة يضيق المجال عن التفصيل فيها. ولكنها، على العموم، تفشت خاصة خلال العقود الأخيرة الماضية بفعل احتدام سجالات الإيديولوجيات وعودة الاحتقان المذهبي والطائفي في العديد من البلدان العربية. ومن أجل تجاوز ثقافة إطلاق صفات الثلب والنعوت السيئة ومحاكمة النوايا تلك لابد من تضمين المناهج التعليمية أصول وآداب الاختلاف في الرأي والتعددية في التفكير وحرية التعبير، وذلك لغرس هذه القيم في أذهان النشء، بدلاً من قيم التخوين والريبة والاختزال ونكران وجود الآخر، أو السعي لتحجيمه وتقزيمه. إبراهيم عبد الله - الدوحة