لاشك أن مقال د. عبدالله العوضي: "المماطلة... فن إسرائيلي" قد وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بكشف تكتيكات وحيل المماطلة وشراء الوقت التي تتبعها تل أبيب بهدف عرقلة جهود عملية السلام. ولاشك أيضاً أن نتنياهو وليبرمان وغيرهما من عتاة اليمين الصهيوني إنما يسيرون اليوم على طريق الندامة بعدم انتهازهم الفرصة الثمينة التي أتاحها وجود رغبة قوية الآن لدى إدارة أوباما في تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط. وأهم من ذلك أن العناد الذي يراهنون عليه بتضييع الوقت سينقلب عليهم وستثبت الأيام أن صبر العالم عليه لن يطول كثيراً، لأن واقع المماطلة والهروب إلى الأمام من كل استحقاقات التسوية لا يمكن أن يستمرا إلى ما لا نهاية. وبالنتيجة سيزداد عدد المقتنعين في مجلس الأمن وفي الأمم المتحدة بضرورة إصدار قرارات رادعة ضد إسرائيل. كما سيزداد عدد المنظمات والجهات الدولية التي تقاطعها على شاكلة نظام جنوب أفريقيا العنصري السابق، حتى تجد نفسها أخيراً في الزاوية الحرجة فتذعن طوعاً أو كرهاً لإرادة العالم المتحضر بالجنوح لإنهاء العدوان والاحتلال، وإلا فإن قطار الإرادة الدولية سيدوسها في طريقه المحتوم. عزيز خميس - تونس