قرأتُ المقال المنشور هنا تحت عنوان: "توازن القوى طريق السلام" للدكتور عمار علي حسن، وضمن هذا التعقيب الموجز عليه أود لفت الانتباه إلى أن توازن القوى يكون مختلاً أحياناً بالمعنى المادي دون أن يعني ذلك بالضرورة أن قوة الشرعية التي تتمتع بها القضايا العادلة يمكن التنازل عنها، أو جعلها محل تساؤل وتفاوض. وهذا الكلام يصدق بوضوح على القضية الفلسطينية، حيث إن كيان الاحتلال مهما تغول وعربد على الأرض، يبقى في النهاية في موقف ضعف لأن العالم كله يعرف أنه يمارس خروجاً فاضحاً ومشيناً على الشرعية الدولية. وفي النهاية سيجد المحتلون الصهاينة أنفسهم في الجانب الخاسر، لأن في العالم مجتمعاً دوليّاً حيّاً، ورأياً عامّاً نشطاً، تجعله ممارسات إسرائيل يشعر بالاستياء، وسيتراكم الغضب الدولي عليها مع مرور الوقت حتى تجد نفسها في خانة الكيان المنبوذ المعزول بعد أن يتخلى عنها المنخدعون بدعايتها في الغرب، وعندها سيفلس مشروعها الاحتلالي. وهذا هو ما يقوله منطق العقل وتجارب التاريخ، لأن عمر الظلم ساعة وبقاء الحق إلى قيام الساعة. عز الدين يونس - أبوظبي