لا يبدو أن الانتخابات العامة الأفغانية التي أعلنت نتائجها في الأيام الأخيرة، وأثارت جدلاً واسعاً حول صدقيتها، قد أعادت الطمأنينة إلى بعض المشاركين في العملية السياسية الجارية هناك حول نزاهة وشفافية هذه العملية التي قيل الكثير حولها أثناء وعقب الانتخابات الرئاسية هناك أوائل العام الجاري. وإن تركزت الاتهامات على اللجنة الأفغانية للانتخابات، فإن الرئاسة لم تسلم هي أيضاً من سهام الخصوم والمعارضين الذين يصرون على وجود فساد واسع في أجهزة الحكم والإدارة وفي النظام برمته. وإن كان من دلالة لذلك فربما أمكن تلخيصها في القول إن الديمقراطية لا يمكن أن تكون جادة وراسخة وشفافة، ما لم تكن نابعة من دواعي التطور الداخلي ومقتضيات شروطه الخاصة... أما إن جاءت كمنحة أو وصفة مقدمة من الخارج، أو كخطة يفرضها الآخر الأجنبي، فلا بد أن تظل موضع شك وريبة وجدل! كمال عبدالله -القاهرة