--------------------- كأن شيئاً لم يتغير منذ زمن طويل في ساحل العاج، البلد الذي كان حتى قبل سنوات قليلة دُرّة إفريقيا ونموذجها التنموي الأكثر نصاعة. فهذه عائلة "باوولو" في قرية "زامبليكرو" بالقرب من مدينة "جاجنو"، وقد انهمكت نساؤها في تحضير الطعام، لكن تقريباً بذات الطرق المتبعة منذ سنين طويلة! فنار الحطب هي الوسيلة الوحيدة للطهي، والهاون ومدقه هما أيضاً أداتا الطحن والفرم. لا جديد تقريباً يغاير ما اعتادت عليه جدات الجيل الحالي من نساء "زمبليكرو". أجواء القرية الإفريقية أيضاً لم ينلها أي تغير؛ ببيوتها الطينية المسقوفة بالخشب والحشائش، وحبال الغسيل المكشوفة على الجوار، والأشجار الظليلة، والكراسي التي ملّت من العاطلين وهم يبحلقون في نساء مشغولات بأواني الطعام وقدور الطهي. فالمرأة في القرية الإفريقية لم تفتأ تعاني مشقة إعداد الطعام وتجهيزه لأسر يطبعها التعدد والتمدد. وفي زمبليكرو، تنشغل هؤلاء النسوة بتأمين وجبة كافية عن همّ الانتخابات الرئاسية التي يجري شوطها الثاني اليوم، ويخوضها الرئيس الحالي لوران غباغبو المتحدر من جاجنو في الجنوب. هذا وتأتي الانتخابات في ظل وضع أمني غير موات، لاسيما في الشمال حيث يسيطر المتمردون. وإذا ما قدر لساحل العاج أن تعبر بسلام من محطتها الانتخابية الحالية، فسيكون ذلك حدثاً مهماً لمستقبل أجيالها ولنوع الحياة ونمط العيش فيها.