كشف مقال د. عبدالحق عزوزي: "تحديات الهجرة ومنطق الليبرالية" بعض تعقيدات قضية الهجرة العربية إلى القارة الأوروبية، زيادة على بعض العوائق العملية والموضوعية التي تقف حجر عثرة في وجه تقدم قطار الشراكة المتوسطية. ولاشك أن الجانب الأوروبي من هذه الشراكة يعاني من تناقض مزمن في سياساته حيث يريد الانفتاح والانغلاق معاً. ولا حاجة للتذكير بأن البضائع الأوروبية وكافة أشكال التبادلات التجارية والاقتصادية بين ضفتي المتوسط تكاد تسير في اتجاه واحد، حيث إن المنتجات الأوروبية تغرق أسواق جنوب المتوسط، ولكن عندما تتجه العمالة أو المنتجات من الجنوب إلى الشمال تجد الأبواب مسدودة أمامها. بالنسبة للعمالة تصدر القوانين والتشريعات لمنعها من دخول سوق العمل هناك، وخاصة كلما ارتفعت أسهم أحزاب اليمين المتطرف. وبالنسبة للبضائع ترفع عليها الضرائب، أو حتى تمنع تماماً من الدخول إلى الأسواق الأوروبية بزعم عدم استيفائها للمواصفات القياسية أو البيئية أو غيرها. وحتى صادرات الطاقة تختلق لها هي أيضاً حواجز وضرائب الكربون وسوى ذلك من عراقيل. بوعلام الأخضر - باريس