كشف مقال الكاتب حازم صاغية: "الواقع متقدم على الإيديولوجيا" كيف يصل التعلق بأوهام الإيديولوجيا أحياناً بأصحابه إلى حدود التمسك برؤى وتصورات مفارقة للواقع، ومعلقة في الهواء والفراغ، يدورون فيها حول ذواتهم وفي أبراجهم العاجية غير الواقعية. وقد بلغ خواء الإيديولوجيا وعماها ذروتهما طبعاً، كما أشار الكاتب، مع الأحزاب الشيوعية السابقة في المعسكر السوفييتي خلال الحرب الباردة. ولكن، للأمانة والتاريخ، أن مفارقة الواقع ليست أيضاً خاصة بالإيديولوجيين الشيوعيين وحدهم، بل إنها تكاد تكون متلازمة لا تفارق عالم الإيديولوجيا عموماً، وقد رأينا مثل تلك الوثوقية السابحة في الهواء والخواء أيضاً عند بعض عتاة الليبرالية الجديدة، والحركات الأصولية المتطرفة، بل وحتى لدى اليسار البيئي! وبالنتيجة أنه حيثما دخلت الإيديولوجيا من النافذة خرج الوعي العلمي من الباب العريض، لأن الإيديولوجيا وعي زائف، في المقام الأول والأخير. متوكل بوزيان - أبوظبي