حقق قطاع الطيران المدني في دولة الإمارات أعلى معدل نمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2009، كما أنه احتل مرتبة متقدمة على مستوى العالم أيضاً من حيث معدل النمو في ذلك العام، وهو العام الذي شهد قطاع الطيران العالمي فيه انكماشاً كبيراً بسبب "الأزمة المالية العالمية". ويعد النمو الذي حققه قطاع الطيران المدني الإماراتي العام الماضي دليلاً على أن دولة الإمارات استطاعت أن تحافظ على جاذبيتها كوجهة عالمية مفضلة للسياحة والأعمال، ومن ثم استطاعت أن تبقي على نصيبها من هذه المتغيّرات الاقتصادية العالمية المهمة دون تراجع يذكر، وذلك بالرغم من التداعيات السلبية للأزمة المالية. فقد استمرت دولة الإمارات بالرغم من تداعيات "الأزمة المالية العالمية" التي احتدمت العام الماضي في استضافة الفعاليات العالمية التي اعتادت على استضافتها على مدار السنوات الماضية، بل نجحت في زيادة عدد هذه الفعاليات عبر استقدام فعاليات جديدة لم تستضفها من قبل، وكانت المرحلة الأخيرة من سباقات السيارات العالمية "الفورمولا-1" على رأس الفعاليات الجديدة، وهي المناسبة التي أعادت الدولة استضافتها خلال شهر نوفمبر الجاري وسوف تكون حدثاً سنويّاً في الإمارات، هذا إلى جانب استضافة "كأس العالم للأندية" لكرة القدم لعام 2009 للمرة الأولى على أراضيها وهو ما سيتكرر العام الجاري أيضاً. وبالطبع واكبت هذه الفعاليات حركة سياحية كبيرة من دولة الإمارات وإليها، ما تطلب توافر وسيط فعال لنقل القادمين والمغادرين من الدولة وإليها، وقد كان قطاع الطيران المدني الإماراتي قادراً على تحمّل هذه المسؤولية عبر ناقلاته الجوية المتعددة، وعبر مطاراته المتطورة وبنيته التحتية المتينة. ويمثل التطور الذي وصل إليه قطاع الطيران المدني الإماراتي أحد مظاهر الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لهذا القطاع بوجه خاص ضمن اهتمامها الأوسع الذي يشمل قطاع السياحة بوجه عام، حيث تعتبر الإمارات هي الدولة الأكثر استثماراً في قطاع السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقياً، كما أنها تنفق ما يصل إلى نحو 85 في المئة من إجمالي الاستثمار السياحي في دول الخليج العربية وذلك وفقاً لبيانات "دائرة السياحة والتسويق التجاري" في إمارة دبي، ولعل هذا الاهتمام غير المسبوق لدولة الإمارات بقطاع السياحة ومن ثم قطاع الطيران المدني بوجه خاص هو ما أهّلها لأن تصبح محلاً للثقة العالمية، وأن تصبح منافساً قويّاً على المستوى العالمي في هذا المجال. وفي إطار المساعي الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات في مجال تطوير قطاع الطيران المدني فيها فإنها تعمل باستمرار على توسعة مطاراتها بما يتوافق مع احتياجاتها المحلية من ناحية ومع متطلبات المنافسة العالمية من ناحية أخرى، وإلى جانب ذلك فهي تحرص دائماً على استقطاب التكنولوجيات الأكثر تطوراً في مجال تشغيل المطارات المدنية وإدارتها في العالم، وفي هذا الإطار فقد قامت الجهات المشرفة على توسعة "مطار أبوظبي الدولي" مؤخراً بالتعاون مع شركة "مطار ميونيخ الدولي" المشاركة في عملية التوسعة على استقدام أحدث البرامج المتخصصة في مجال تشغيل المطارات في العالم وتطبيقه في المبنى الجديد لـ"مطار أبوظبي الدولي"، وتجعل هذه الخطوة "مطار أبوظبي الدولي" من المطارات الأكثر تطوراً على مستوى العالم في الوقت الحالي. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية