يبدو أن الصفقة الأميركية الإسرائيلية على وشك أن تتم قريباً، وهي صفقة ستقدم بموجبها واشنطن إلى تل آبيب مساعدات اقتصادية وعسكرية سخية وغير مسبوقة، مقابل وقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة مدة تسعين يوماً فقط! لكن، وماذا بعد التسعين يوماً؟ هل ستواصل إسرائيل استيطانها، أم ستكون الولايات المتحدة على استعداد للدفع عن كل تسعين يوماً ثمناً مماثلا أو يزيد؟ أعتقد أن حصر الحديث في الإيقاف المؤقت للاستيطان هو نوع من إضفاء الشرعية على ذلك الاستيطان، لأن وجه الاعتراض هنا ليس على مبدأ الاستيطان بذاته، وإنما على توقيته فقط وربما أسلوبه، إذ يستحسن وقفه خلال فترة المفاوضات المنتظرة، أما بعد ذلك فلا اعتراض على الاستيطان! إن المنطق الإسرائيلي في التعاطي مع كل الأطراف التي تحاورها حول "مشكلة" الاستيطان، لم يخرج في يوم من الأيام عن التصرف والتحدث من منطلق صاحب الأرض الذي يتصرف في أرضه... وهنا تكمن المشكلة الكبرى إذ لم يستطع أي طرف، أميركي أو عربي، حتى الآن، دفع التعاطي مع هذه المشكلة إلى خارج دائرة المنطق الإسرائيلي نفسه، والقائم على تكريس الأمر الواقع باعتباره معيار الشرعية والحق! أحمد عمرو -القاهرة