أعجبني المقال المنشور هنا للدكتور رضوان السيد، يوم الأحد الماضي، وهو بعنوان "انتخابات مصر... حول الإسلام السياسي"، وقد ألقى فيه نظرة شاملة على مسار وصيرورة ما يسمى حركات الإسلام السياسي في عصرنا الحالي، وما اعترى أفكارها ومواقفها من تغير وتبدل، لاسيما خلال الصدامات التي خاضتها ضد أنظمة الحكم في بلدانها. ولئن وُفق الكاتب في بيان تضارب مواقف جماعة "الإخوان المسلمون" على مدى العقود الماضية، فقد أعجبني أيضاً إبرازه للتباين بين مواقف الجماعة الأم في مصر وفرعيها في كل من الأردن وسوريا على وجه الخصوص، مما يشير إلى افتقارها جميعاً لذلك المبدأ الناظم أو النموذج النسقي الذي ميز كل الأيديولوجيات الكبرى على مر التاريخ. والخلاصة التي أخرج بها من قراءتي للمقال هي أن حركات الإسلام السياسي لم تفتقر فقط لعنصر الانسجام والتناسق في خطابها السياسي والديني، بل افتقرت أيضاً لأي مشروع سياسي يمتلك الحد الأدنى من الوضوح والإقناع والقدرة على تحريك الأتباع وإقناع الخصوم. فهيم حسن -دبي