ناقش الكاتب أحمد أميري في مقاله: "الأقليات... جذور وأغصان" قضية أصبحت مثار جدل في الكثير من المجتمعات الشرقية والغربية، على حد سواء، هي كيفية التعامل مع الأقليات الدينية والثقافية. وضمن هذا التعقيب الموجز سأشير إلى ما يتعلق بمأزق قضية الاندماج في المجتمعات الأوروبية تحديداً. وفي نظري أن سبب ذلك المأزق هو أن الأوروبيين يريدون من أقلياتهم الثقافية والدينية التخلي بشكل كامل تقريباً عن خصوصياتها، لكي يقال إنها نجحت في الاندماج في المجتمع الأوروبي الجديد. وبغض النظر عن دواعي ومبررات هذه الإرادة الأوروبية شبه المعلنة، فإنني أرى أنها تتناقض بشكل واضح مع الشعارات الفضفاضة التي ما فتئ الأوروبيون يرفعونها زاعمين أنهم في مقدمة أنصار الحريات الثقافية والدينية، وأنهم مؤهلون للتبشير بها في مختلف أنحاء العالم. ولكن إذا كانوا لا يحترمونها في مجتمعاتهم فكيف يمكن أن يعطوا الدروس بشأنها للآخرين؟ إن معنى الاندماج في نظر كثير من الأوروبيين هو أن يتخلى أبناء الأقليات، بهذه الطريقة أو تلك، عن كل خصوصياتهم الثقافية والدينية، وأن يقطعوا صلتهم بكل ما ليس من صميم الثقافة الأوروبية، وهذا لاشك أنه منافٍ للحريات الثقافية والشخصية، فضلاً عن كونه تعبيراً عن ثقافة التمركز حول الذات، المعششة في أذهان قطاعات واسعة من الأوروبيين. بسام محمود - عمان