قد يفترض من يقرأ مقال د. خالد الحروب: "انفصال جنوب السودان: تسريح بإحسان!" أن مستقبل استفتاء جنوب السودان قد حسم سلفاً لصالح الانفصال وتكوين كيان منفصل عن الوطن الأم، وهو الكيان الذي يدعو الكاتب لضرورة تجنب استعدائه من الآن. ولكنني أعتقد أن هذا الحكم بني على مجرد افتراض، حتى لا أقول إنه حكم استباقي. وزيادة على هذا أن الإغراءات والتحفيزات التي دعا الكاتب الأطراف العربية للتلويح بها من الآن للجنوب، يمكن أيضاً أن تكون لها آثار عكسية، حيث قد تؤدي إلى دعم موقف دعاة الانفصال، إذا فهموا أن القصد منها التشجيع على ذلك. وفي المجمل أرى أن على محللينا السياسيين ألا يستبقوا الأحداث، فهنالك مياه كثيرة يمكن أن تجري من تحت الجسور من هنا وحتى 9 يناير المقبل. وقبل هذا وذاك تدل كل المؤشرات حتى الآن على أن تغليب خيار الوحدة هو الأرجح. عثمان آدم - الدوحة